أظهرت دراسة بريطانية حديثة أنّ استمرار السمنة الزائدة لدى كبار السّن على مدى سنوات يرفع من احتمال إصابتهم بالخرف مقارنةً بأقرانهم الذين لا يعانون من السمنة المفرطة، ترفع احتمالات إصابتهم بالخرف بنسبة 17% تقريبًا.
واعتمد البحث الذي استمرّ مدة 15 عامًا على دراسة ومتابعة مجموعتين من البالغين غير المصابين بالخرف أعمارهم بين 65 و 74، إذ تضمّ واحدة من المجموعتين 257 ألفًا و 523 مسنًّا ممن يعتبرون أصحاء ولا يدخنون ولم يصابوا بالسرطان أو نوبات قلبية أو مشكلات صحية مزمنة، بينما ضمّت المجموعة الثانية تضم 161 ألفًا و 927 من البالغين يعتبرون غير أصحاء وكانوا يدخنون أو يعانون من مشكلات صحية خطيرة ومزمنة.
وعلى مدى أول عشرة أعوام من الدراسة كانت احتمالات إصابة الأصحاء المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن أقل من الأصحاء أصحاب الأوزان العادية. لكن بعد ذلك أصبحت السمنة مرتبطة بزيادة نسبتها 17% في فرص الإصابة بالخرف، وقال قائد فريق البحث ديفيد ميلتسر من جامعة “إكزتر” في بريطانيا إنّه “عندما ندرس الأمور في الأجل الطويل نجد أن السمنة ترتبط قطعا بزيادة احتمالات الإصابة بالخرف”.
مضيفًا لوكالة أنباء “رويترز” أنّ فقدان الوزن قبل تشخيص الإصابة بالخرف قد يطمس الصلة بين السمنة وتدهور قدرات الإدراك، مشيرًا إلى أنّ مرض ألزهايمر، المسبب الرئيسي للخرف، قد يتطور ببطء لمدة تتجاوز 20 عامًا قبل تشخيصه.
وكشف بحث سابق أن المصابين بالبدانة يعانون عادة من مشكلات صحية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وهي عوامل قد تزيد بمفردها احتمالات الإصابة بالخرف. لكن النتائج المتعلقة بالصلة بين السمنة والخرف كانت متفاوتة حيث كشفت بعض الدراسات السابقة أن الوزن الزائد ربما يكون عامل حماية من المرض.