الإرتباك، التململ، العصبية، نوبات الغضب، الإكتئاب، فتور الشعور/الخمول (apathy) والهلاوس – جميعها عبارة عن إضطرابات سلوكية شائعة لدى المسنين، وقد تدل على وجود مشكلة تتعلق في أمراض كبار السن.
يعاني المسنون أحياناً من ظواهر الإرتباك، التململ، العصبية، نوبات الغضب، الإكتئاب، الخمول (apathy) والهلوسة، والتي تكون مألوفة أحياناً لكل من يعتني بأمرهم. ماذا يمكن أن نفعل في مثل هذه الحالات – لمن نتوجه؟ إلى طبيب العائلة؟ إلى طبيب نفسي؟ إلى طبيب الأعصاب؟ أو ربما إلى طبيب مختص بالشيخوخة؟
في بعض الاحيان، تشكل هذه الإضطرابات السلوكية إنعكاساً نفسياً لحالات طبية عاجلة تتعلق بأمراض كبار السن، وهي تستوجب تقديم العلاج على وجه السرعة. من المستحسن أن يقوم الطبيب بدايةً بإستبعاد وجود حالة صحية طارئة، قبل أن يوجه المريض إلى الطبيب النفسي.
الإضطرابات السلوكية تعد من اشهر امراض كبار السن وهي شائعة جداً، ولا يكون السبب نفسياً دائماً وفي جميع الحالات، حيث تميل الاضطرابات السلوكية إلى التفاقم لدى المسنين عند إصابتهم بمشاكل صحية. على سبيل المثال: حصول خلل في عمليات الأيض في الجسم، مثل حدوث إنخفاض أو إرتفاع في مستويات السكر، إنخفاض مستوى الأملاح ونقص أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
عند الإصابة بمشكلة صحية في جهاز القلب والرئتين، مثل فشل القلب (وذمة رئوية)، فإن ذلك يؤدي إلى إنخفاض مستوى الاوكسجين الذي يتم توصيله إلى الدماغ، الامر الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالوظائف الذهنية، التوهان والإرتباك. وكذلك عند الإصابة بالحمى التي تتمثل بحالات العدوى أو الإلتهاب، قد تؤدي إلى الإرتباك والبلبلة أيضاً. قد يتمثل النزيف الدماغي أو الحادثة الوعائية الدماغية (CVAA) بظهور حالة إرتباك حادة. ولا تؤدي هذه الحالات دائماً إلى شلل في الأطراف.
الحالات المرضية الحادة، مثل الأمراض العدوائية، أمراض القلب والرئة، المشاكل العصبية، الأيضية والدموية، جميعها قد تؤدي إلى ظهور أعراض نفسية لدى المسن. لهذا السبب، يجب القيام بداية بإجراء تقييم طبي يشمل الجسم، القدرات العقلية والذهنية، وبالتالي من هنا تنبع الحاجة إلى أن يقوم الطبيب بتركيز كل المعلومات الطبية والنفسية عن المسن، نظرا لأن معظم الأعراض التي يعاني منها المسنون تتعلق بإضطرابات نفسية.
عندما يعاني مسن، فوق سن الـ 75 عاما، من إضطرابات سلوكية أو نفسية، من المستحسن في المرحلة الأولى، أن يتوجه إلى إجراء تقييم للشيخوخة، لكي تكون عملية التشخيص ناجعة ولكي يكون العلاج موجهاً للمشكلة الصحية التي يعاني منها تحديداً.
من المفضل، قبل التوجه إلى الطبيب، التأكد مما إذا كان قد تخصص في مجال طب المسنين النفسي، ذلك أن ليس جميع أطباء الشيوخ ملمين بهذا المجال.
أي تغير في تصرفات أو سلوكيات المسن الذي يزيد سنه عن الخامسة والسبعين عاما، يتطلب إجراء تقييم فوري على يد طبيب مسنين أو عن طريق التوجه إلى أقرب غرفة طوارئ.
المصدر : ويب طب