في زمن تتسارع فيه الحياة وتُشغلنا تفاصيلها، تبقى مكانة كبار السن محفورة في قلوبنا، فهم الجذور التي نمت منها شجرة حاضرنا، والحكمة التي تنير دروب مستقبلنا.
مبادرة “وقار لكبار السن” تأتي لتُعيد الاعتبار، وتُجدد مشاعر الاحترام والتقدير لأولئك الذين أفنوا أعمارهم في البناء والعطاء. إنها دعوة صادقة للمجتمع بأن يُنصت، ويحتضن، ويمنح الكبار ما يستحقونه من رعاية، وقرب، ومودة.
وقار ليست فقط مبادرة، بل هي قيمة أصيلة نُحييها معًا، لنُكرم من سبقونا ونرسم لوحة وفاء تليق بهم.
وقار لكبار السن: رؤية شاملة لتعزيز جودة الحياة
نبذة تعريفية
في قلب كل مجتمع متحضر، يكمن تقديره لكبار السن… فهم ليسوا مجرد فئة عمرية، بل هم رُواة الحكايات، وحَمَلة الخبرات، وصُنّاع الأمس. ومن هنا، جاءت “وقار لكبار السن” برؤية شاملة تهدف إلى رفع جودة حياة كبارنا الأعزاء وتمكينهم من العيش بكرامة وطمأنينة.
تم تأسيس الجمعية السعودية لمساندة كبار السن “وقار” عام 1437 هـ، وهي جمعية خيرية مسجلة لدى المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي برقم (728)، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة الرياض، وتغطي بخدماتها جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
انبثقت فكرة تأسيس جمعية “وقار” من مجموعة من المختصين والمهتمين بقضايا كبار السن في المملكة، شملت أعضاء في مجلس الشورى، وأطباء، وأكاديميين، وغيرهم من المعنيين بهذا المجال، انطلاقًا من إيمانهم العميق بالحاجة الملحّة إلى وجود جمعية نوعية تُعنى بهذه الفئة.
وقد جاء تأسيس الجمعية إدراكًا للنقص في العناية والاهتمام الموجهين لكبار السن داخل المملكة، وسعيًا لسد هذه الفجوة من خلال تقديم برامج وخدمات إغاثية وتثقيفية تسهم في رفع مستوى الوعي لدى كبار السن ومرافقيهم.
الرؤية:
وقار تسعى إلى جودة حياة لكبارنا وخلق بيئة اجتماعية وصحية وثقافية، تُعزّز من دور كبار السن وتُسهم في دمجهم الفعّال داخل المجتمع.
الهدف العام :
تسعى مبادرة وقار لكبار السن إلى لمساندة كبار السن ودعم حقوقهم والمساعدة في رعايتهم ورفع مستوى الاهتمام بمكانتهم ودورهم بالمجتمع.
الأهداف الإستراتيجية:
- رفع نسبة الوعي والاهتمام بكبار السن.
- تقديم برامج متنوعة وشاملة لكبار السن بأساليب مبتكرة.
- تجويد العمل الإداري والتنظيمي.
- استثمار العمل التطوعي.
- بناء شراكات استراتيجية مع الجهات والقطاعات للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لكبار السن.
- تأسيس مشاريع استثمار اجتماعي واقتصادي.
- تأمين موارد مالية ورعايات من الأفراد والمؤسسات.
- زيادة أصول الجمعية.
- اجراء الدراسات والبحوث في مجال قضايا كبار السن.
- تطوير مهارات العاملين.
- صناعة علامة وقار واشهارها.
الأهداف التشغيلية:
- رفع نسبة الوعي والاهتمام بكبار السن.
- تقديم برامج متنوعة وشاملة لكبار السن بأساليب مبتكرة.
- تجويد العمل الإداري والتنظيمي.
- استثمار العمل التطوعي.
- تأسيس مشاريع استثمار اجتماعي واقتصادي.
- تأمين موارد مالية ورعايات من الأفراد والمؤسسات.
- تطوير مهارات العاملين.
خدمات وقار لكبار السن: المساندة والدعم
تساهم خدمات وقار لكبار السن في تحسين الصحة النفسية والجسدية بشكل كبير من خلال مجموعة متنوعة من الآليات، تشمل:
1. تعزيز الصحة النفسية:
- مكافحة الوحدة والعزلة الاجتماعية: توفر خدمات وقار فرصًا للتفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الجماعية، مما يُقلل من الشعور بالوحدة والعزلة الذي يعتبر عامل خطر رئيسي للاكتئاب والقلق لدى كبار السن.
- توفير الدعم العاطفي والاجتماعي: يقدم مقدمو الرعاية في خدمات وقار الدعم العاطفي والاستماع لكبار السن، مما يساعدهم على التغلب على المشاعر السلبية والضغوط النفسية.
- تشجيع الاستقلالية وتقدير الذات: من خلال توفير بيئة داعمة تحترم خيارات كبار السن وتشجعهم على الحفاظ على استقلاليتهم قدر الإمكان، تساهم خدمات وقار في تعزيز شعورهم بالكرامة وتقدير الذات.
- توفير الأنشطة الترفيهية والاجتماعية: تعمل هذه الأنشطة على تحسين المزاج وتقليل التوتر وتعزيز الشعور بالانتماء والمشاركة.
- تقديم الدعم النفسي المتخصص: في بعض الحالات، قد توفر خدمات وقار الوصول إلى أخصائيين نفسيين لتقديم الدعم والعلاج للمشاكل النفسية الأكثر تعقيدًا مثل الاكتئاب والقلق.
2. تعزيز الصحة الجسدية:
- توفير الرعاية الصحية الأساسية: تشمل هذه الخدمات المساعدة في تناول الأدوية، ومراقبة العلامات الحيوية، والتنسيق مع الأطباء، والمساعدة في المواعيد الطبية.
- تشجيع النشاط البدني: تقدم العديد من خدمات وقار برامج رياضية وتمارين مناسبة لقدرات كبار السن، مما يساعد في الحفاظ على قوتهم البدنية ولياقتهم وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- توفير التغذية السليمة: يمكن أن تشمل الخدمات توفير وجبات صحية ومتوازنة تلبي الاحتياجات الغذائية الخاصة بكبار السن، أو تقديم المشورة الغذائية.
- المساعدة في الأنشطة اليومية: تساعد خدمات وقار كبار السن في أداء الأنشطة اليومية مثل الاستحمام، وارتداء الملابس، والتنقل، مما يقلل من خطر السقوط والإصابات ويحافظ على استقلاليتهم.
- توفير العلاج الطبيعي والوظيفي: قد توفر بعض الخدمات الوصول إلى متخصصين في العلاج الطبيعي والوظيفي للمساعدة في تحسين الحركة والتوازن والقدرة على أداء المهام اليومية.
- الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية: من خلال المراقبة المنتظمة والتواصل مع الأطباء، يمكن لخدمات وقار المساهمة في الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية وعلاجها في مراحلها الأولية.
تساهم خدمات وقار لكبار السن في تحسين الصحة النفسية والجسدية من خلال توفير بيئة داعمة وشاملة تلبي احتياجاتهم المتنوعة، وتعزز من تفاعلهم الاجتماعي ونشاطهم البدني، وتوفر لهم الرعاية الصحية والدعم العاطفي اللازمين للحفاظ على جودة حياتهم ورفاهيتهم.
وقار لكبار السن| الوعي والتثقيف
إن تعزيز وقار كبار السن لا يقتصر فقط على توفير الخدمات أو الاهتمام بصحتهم، بل يمتد ليشكل أساسًا لبناء ثقافة احترام الشيخوخة داخل المجتمع. عندما يُعترف بمكانة كبار السن ويُحتفى بتجاربهم وخبراتهم، تتعزز قيم الاحترام والتقدير بين الأجيال، مما يُسهم في ترسيخ نظرة إيجابية نحو مرحلة الشيخوخة بدلاً من اعتبارها عبئًا أو مرحلة تراجع.
وقار لكبار السن| البرامج والمبادرات المتخصصة
تُعد خدمات وقار لكبار السن من العوامل الحيوية التي تُمكّن الأسر من تقديم رعاية أفضل وأعلى جودة لأفرادهم المسنين. فالتعامل مع احتياجات كبار السن قد يكون تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمشاكل صحية أو نفسية تتطلب عناية دقيقة. هنا، تأتي خدمات وقار لتقديم الدعم الكامل للأسر من خلال برامج تدريبية وتثقيفية تهدف إلى تمكينهم من تقديم الرعاية الأمثل.
تشمل هذه الخدمات دورات تثقيفية حول كيفية العناية بكبار السن، بما في ذلك كيفية التعامل مع الأمراض المزمنة، والاحتياجات الخاصة، والتعامل مع التحديات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق. كما توفر وقار استشارات متخصصة في رعاية كبار السن، بما يضمن للأسرة الحصول على الإرشادات اللازمة لتلبية احتياجات أحبائهم بشكل محترف.
علاوة على ذلك، تقدم وقار الدعم العاطفي والمعنوي للأسر، حيث تقوم بتوفير منصات للتواصل مع محترفين وذوي خبرة، ما يُسهم في تقليل الضغط النفسي على أفراد الأسرة. هذا النوع من الدعم يجعل الأسر أكثر قدرة على تقديم رعاية محبّة ومستمرة لأفرادها المسنين، مما يعزز من جودة حياتهم ويقلل من التوترات الناتجة عن المسؤولية الكبيرة.
كيف تدعم وقار لكبار السن الأسر في رعاية ذويهم المسنين؟
تُعد خدمات وقار لكبار السن من العوامل الحيوية التي تُمكّن الأسر من تقديم رعاية أفضل وأعلى جودة لأفرادهم المسنين. فالتعامل مع احتياجات كبار السن قد يكون تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمشاكل صحية أو نفسية تتطلب عناية دقيقة. هنا، تأتي خدمات وقار لتقديم الدعم الكامل للأسر من خلال برامج تدريبية وتثقيفية تهدف إلى تمكينهم من تقديم الرعاية الأمثل.
تشمل هذه الخدمات دورات تثقيفية حول كيفية العناية بكبار السن، بما في ذلك كيفية التعامل مع الأمراض المزمنة، والاحتياجات الخاصة، والتعامل مع التحديات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق. كما توفر وقار استشارات متخصصة في رعاية كبار السن، بما يضمن للأسرة الحصول على الإرشادات اللازمة لتلبية احتياجات أحبائهم بشكل محترف.
علاوة على ذلك، تقدم وقار الدعم العاطفي والمعنوي للأسر، حيث تقوم بتوفير منصات للتواصل مع محترفين وذوي خبرة، ما يُسهم في تقليل الضغط النفسي على أفراد الأسرة. هذا النوع من الدعم يجعل الأسر أكثر قدرة على تقديم رعاية محبّة ومستمرة لأفرادها المسنين، مما يعزز من جودة حياتهم ويقلل من التوترات الناتجة عن المسؤولية الكبيرة.
وقار لكبار السن| البرامج الاستراتيجية
تعتبر شراكات وقار لكبار السن مع مختلف الجهات المجتمعية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتحقيق تأثير مستدام على حياة المسنين. من خلال التعاون مع منظمات غير ربحية، ومؤسسات حكومية، وقطاع الأعمال، تسعى وقار إلى بناء شبكة دعم متكاملة تسهم في تحسين ظروف كبار السن على المدى الطويل.
تتيح هذه الشراكات تقديم خدمات رعاية شاملة، بدءًا من الرعاية الصحية والطب النفسي وصولاً إلى البرامج الثقافية والتعليمية التي تُحفّز كبار السن على المشاركة الفعّالة في المجتمع. كما تسهم الشراكات المجتمعية في تعزيز الوعي بأهمية وقار كبار السن، من خلال حملات توعية تهدف إلى تغيير النظرة المجتمعية نحو الشيخوخة، لتكون مرحلة احترام وتقدير بدلًا من التهميش.
إضافة إلى ذلك، تُمكن هذه الشراكات من توفير موارد إضافية تساهم في تمويل برامج رعاية كبار السن وتحسين جودة الخدمات المقدمة. كما تخلق فرصًا للتطوع والمشاركة المجتمعية، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويُشجع على المساهمة الفعّالة في رعاية هذه الفئة الهامة.
من خلال هذه الشراكات المستدامة، تساهم وقار في بناء مجتمع يقدر وقار كبار السن ويحترم حقوقهم، مما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل على المدى الطويل.
وقار لكبار السن: خطوات عملية نحو مجتمع أكثر إنسانية
إن تعزيز وقار كبار السن ليس مجرد رفاهية أو ترف، بل هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر إنسانية وتماسكًا. يتطلب ذلك منا جميعًا الوعي بأهمية احترام كبار السن وتقديرهم، وضرورة توفير بيئة صحية وآمنة تُعزز من استقلاليتهم وتُسهم في تحسين حياتهم. لتحقيق ذلك، يجب اتباع مجموعة من الخطوات العملية التي تضمن تفعيل ثقافة الاحترام والاعتناء بهذه الفئة المهمة في المجتمع.
-
توفير برامج توعية وتثقيف: أولى الخطوات الأساسية هي نشر الوعي بين الأفراد، خصوصًا الجيل الشاب، حول أهمية وقار كبار السن. من خلال ورش العمل والندوات، يمكن تعليم المجتمع كيفية التفاعل مع كبار السن برفق واحترام، وكيفية دعمهم في جميع جوانب حياتهم.
-
تشجيع التفاعل الاجتماعي: العمل على إنشاء برامج تفاعلية تُشجع كبار السن على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية. هذه الأنشطة لا تُحسن فقط صحتهم النفسية، بل تُسهم أيضًا في تقوية الروابط الاجتماعية وتقلل من مشاعر العزلة.
-
تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية: تيسير الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة أمر بالغ الأهمية. يجب أن تكون الرعاية الصحية لكبار السن متاحة وسهلة الوصول، سواء من خلال خدمات الرعاية المنزلية أو المؤسسات المتخصصة.
-
دعم الاستقلالية: من خلال تمكين كبار السن من اتخاذ القرارات الخاصة بحياتهم، سواء في الأمور الصحية أو الشخصية، نُسهم في تعزيز شعورهم بالكرامة والاستقلالية. هذه الخطوة تشجعهم على الشعور بأنهم ما زالوا أفرادًا قادرين ومؤثرين في المجتمع.
-
شراكات مجتمعية مستدامة: يجب على الحكومات والمنظمات غير الربحية والقطاع الخاص العمل سويًا على إنشاء شراكات مجتمعية تدعم وقار كبار السن. هذه الشراكات يمكن أن تشمل تقديم الدعم المالي، وتوفير فرص عمل مناسبة لكبار السن، وإنشاء مشاريع مشتركة تهدف إلى تحسين حياتهم.
من خلال تنفيذ هذه الخطوات العملية، نتمكن من بناء مجتمع أكثر إنسانية يُقدّر كل فرد في كافة مراحل حياته، ويشجع على العيش الكريم لكبار السن.
في الختام، يُظهر مفهوم وقار كبار السن ليس فقط التقدير والاحترام لهذه الفئة، بل أيضًا ضرورة تلبية احتياجاتهم الأساسية في جميع جوانب الحياة. من خلال تقديم خدمات متنوعة مثل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، وإشراك كبار السن في المجتمع، يمكن تحقيق تحول حقيقي نحو مجتمع أكثر إنسانية وتماسكًا. على الرغم من التحديات التي قد تواجه وقار في توسيع نطاق خدماتها، فإن الفرص المتاحة تتيح لها التوسع والابتكار في تقديم الدعم اللازم لكبار السن.
من خلال تكاتف المجتمع بأسره—من أفراد وأسر، ومؤسسات حكومية وخاصة—يمكن أن تُبنى بيئة داعمة تحترم وتقدر وقار كبار السن، مما يعزز من جودة حياتهم ويجعلهم يشعرون بأنهم جزء أساسي من المجتمع. إن تعزيز هذه الثقافة سيساهم في بناء مجتمع أفضل للأجيال القادمة ويضمن أن الكرامة والاحترام سيظلّان سائدين في جميع مراحل الحياة.
المصادر:
موقع waqar