توصل الباحثون في جامعة بيتسبرغ إلى اكتشاف مذهل يمكن أن يغير الطريقة التي ننظر بها إلى التعب لدى كبار السن، وكشفت دراستهم أن الشعور بالتعب الشديد أو الإرهاق بعد الأنشطة الروتينية يمكن أن يكون علامة إنذار مبكر لقصر العمر.
يبرز هذا البحث لأنه أول بحث يربط بشكل مباشر بين التعب الشديد وزيادة خطر الوفاة المبكرة، ومن خلال فحص مدى شعور الأفراد بالتعب بعد القيام بالمهام اليومية، هدف العلماء إلى فهم كيفية تأثير التعب على طول العمر.
العلاقة بين الشعور بالتعب الشديد وقصر العمر لدى كبار السن
كان جوهر هذه الدراسة هو مقياس بيتسبرغ للتعب، وهو أداة أنشأتها جامعة بيتسبرغ في عام 2014، وقد اكتسب هذا المقياس اعترافاً دولياً، وهو متاح الآن بـ 11 لغة، وكان مقياساً حاسماً في تقييم مستويات التعب لدى المشاركين بدقة.
شارك في الدراسة 2906 شخص تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق، وطُلب من المشاركين تقييم مدى شعورهم بالتعب بعد أنشطة معتدلة مثل المشي لمدة 30 دقيقة، أو الأعمال المنزلية الخفيفة، أو المهام الأكثر تطلباً مثل أعمال البستنة الثقيلة، على مقياس من 0 إلى 5.
وكانت النتائج واضحة تماماً، فقد كان أولئك المشاركون الذين حصلوا على 25 درجة أو أكثر على مقياس بيتسبرغ للإرهاق لديهم خطر أعلى بنسبة 2.3 ضعف للوفاة خلال الـ 2.7 سنة القادمة مقارنة بأولئك الذين سجلوا أقل من 25.
التعب الشديد مؤشر قوي لخطر الوفاة بين كبار السن
وأكد هذا النمط الواضح على دور التعب كمؤشر قوي لخطر الوفاة بين كبار السن، وبالإضافة إلى النتائج المباشرة التي توصلت إليها، تؤكد الدراسة على أهمية التعرف على التعب وإدارته لدى كبار السن.
كما أكدت الدراسة أيضاً أهمية مقياس بيتسبرغ للتعب في مجال الصحة والبحث العلمي لفهم ومعالجة التعب بشكل أفضل لدى هذه الفئة من السكان، وبالتالي فإن معالجة التعب يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تحسين النتائج الصحية لكبار السن، مما يجعله اعتباراً أساسياً لكل من الأفراد ومقدمي الرعاية الصحية، كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية الاهتمام بالإرهاق والتعب كعامل مهم في الشيخوخة الصحية وطول العمر، وفتح آفاق جديدة لتحسين رفاهية كبار السن.
المصدر:……..https://2u.pw/KAgu7S8