المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

كيف تؤثر زيارة دار المسنين في الصحة النفسية لكبار السن؟

الصحة النفسية لكبار السن

في خضمّ انشغالات الحياة وتسارع وتيرتها، قد يغفل الكثيرون عن أهمية أبسط المبادرات الإنسانية، مثل زيارة دار المسنين. ورغم بساطتها الظاهرية، إلا أن لهذه الزيارات وقعًا عميقًا على الصحة النفسية لكبار السن، الذين غالبًا ما يعانون من مشاعر العزلة والتهميش.

الصحة النفسية لكبار السن| كيف تؤثر زيارة دار المسنين إيجابيًا؟

تلعب زيارة دار المسنين دورًا محوريًا في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن، إذ تُعد وسيلة فعّالة لكسر دائرة العزلة والوحدة التي قد يعاني منها العديد منهم داخل هذه المرافق. التفاعل البشري، حتى وإن كان بسيطًا، يحمل تأثيرًا عاطفيًا بالغًا؛ فالكلمة الطيبة، والابتسامة، والاهتمام الصادق كلها أمور تُشعر كبار السن بأنهم ما زالوا مرئيين، مسموعين، ومحبوبين.

الزيارات الدورية تُعيد لكبار السن الشعور بالانتماء للمجتمع، وتحفّز ذاكرتهم من خلال الحوارات والقصص المشتركة، كما تسهم في رفع مستويات السيروتونين والدوبامين – وهما الهرمونان المرتبطان بالمزاج الجيد. إلى جانب ذلك، فإن هذه الزيارات يمكن أن تخفف من أعراض الاكتئاب والقلق، وتحفز كبار السن على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والذهنية المتوفرة داخل الدار.

فمن الممكن القول أن مجرد الزيارة قد تكون بمثابة علاج نفسي مجاني يعيد التوازن العاطفي والنفسي لكبار السن، ويُحدث فرقًا حقيقيًا في جودة حياتهم اليومية.

دور الزيارات في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن داخل دار المسنين

تلعب الزيارات العائلية والمجتمعية دورًا محوريًا في دعم الصحة النفسية لكبار السن داخل دار المسنين، فهي تمثل جسرًا يربطهم بالعالم الخارجي ويكسر شعور العزلة الذي قد يرافقهم. عند استقبال الزوار، يشعر المسن بالاهتمام والتقدير، وهو ما ينعكس مباشرة على حالته النفسية ويمنحه دفعة إيجابية تؤثر في مزاجه وسلوكياته اليومية.

الزيارات المنتظمة تُنعش الذاكرة، تحفّز التفاعل الاجتماعي، وتقلل من الشعور بالتهميش أو النسيان، كما تسهم في بناء بيئة داعمة تحفّز كبار السن على التفاعل والمشاركة في الأنشطة الجماعية داخل الدار. وتُظهر الدراسات أن التواصل الإنساني المستمر يُحسّن من جودة النوم، ويقلل من معدلات الاكتئاب، ويرفع من معدلات الرضا العام لدى كبار السن.

لذلك، لا ينبغي التقليل من قيمة الزيارات، فهي ليست مجرد تواصل اجتماعي، بل ركيزة مهمة للحفاظ على الصحة النفسية لكبار السن وتعزيز شعورهم بالحب والاحتواء.

الصحة النفسية لكبار السن| أهمية التفاعل الاجتماعي خلال زيارة دار المسنين

يمثل التفاعل الاجتماعي خلال زيارة دار المسنين عنصرًا جوهريًا في دعم وتعزيز الصحة النفسية لكبار السن، حيث لا تقتصر أهمية الزيارة على مجرد الحضور الجسدي، بل تكمن في نوعية التفاعل الذي يتم خلالها. فعندما يتبادل الزائرون الحديث مع كبار السن، ويشاركونهم الذكريات، أو يستمعون لقصصهم، يشعر المسنون بأنهم ما زالوا جزءًا حيويًا من نسيج المجتمع، وأن تجاربهم وحياتهم ما زالت موضع تقدير.

هذا التفاعل يساهم في تنشيط الذهن وتحفيز الذاكرة، كما يقلل من الشعور بالوحدة والإقصاء، ويمنح كبار السن شعورًا بالطمأنينة والاستقرار العاطفي. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الدعم الاجتماعي، خاصة من الأقارب أو المتطوعين، يلعب دورًا كبيرًا في خفض مستويات التوتر والقلق، ويقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن.

لذا، فإن الزيارات التي تتضمن تواصلًا حقيقيًا وعاطفيًا تُعدّ من أهم الأدوات النفسية الطبيعية لتحسين الصحة النفسية لكبار السن داخل دور الرعاية، وجعلهم يشعرون بأنهم ما زالوا موصولين بالحياة والأشخاص من حولهم.

الصحة النفسية لكبار السن| تأثير العزلة ودور الزيارات في كسرها

العزلة الاجتماعية تُعد من أخطر التحديات التي تواجه الصحة النفسية لكبار السن، خاصةً في دور الرعاية، حيث قد يشعر البعض بالانفصال عن الحياة التي اعتادوا عليها، وفقدان الروابط العائلية والمجتمعية التي كانت تمنحهم الدعم النفسي والمعنوي. هذا الشعور بالوحدة يُمكن أن يؤدي إلى تدهور ملحوظ في المزاج، وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب، والقلق، وحتى التراجع المعرفي والذهني.

هنا يأتي دور الزيارات كوسيلة فعالة لكسر هذا الحاجز النفسي والاجتماعي. فمجرد زيارة مليئة بالاهتمام، الحديث، والاحتواء، كفيلة بأن تُنعش قلوب كبار السن، وتعيد إليهم الشعور بأنهم ما زالوا جزءًا مهمًا من حياة الآخرين. التواصل مع الأحبة، أو حتى مع متطوعين مهتمين، يُعيد لهم الإحساس بالقيمة والانتماء، وهو ما يشكل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن.

إن كسر العزلة لا يحتاج إلى معجزات، بل إلى بضع دقائق من الحضور الإنساني الحقيقي، الذي يعيد النور إلى يوم مسنٍّ كان ينتظر لحظة دفء.

زيارات الأقارب والأصدقاء: عامل أساسي لتعزيز الصحة النفسية لكبار السن

تُعد زيارات الأقارب والأصدقاء من أقوى العوامل الداعمة لـ الصحة النفسية لكبار السن، سواء داخل دار المسنين أو في منازلهم. فوجود أشخاص مقربين يشاركونهم الحديث، ويمنحونهم مشاعر الحنان والاهتمام، يُحدث فرقًا نفسيًا كبيرًا لا يمكن تعويضه بأي شكل آخر. هذه اللقاءات تحيي في نفوسهم الإحساس بالحب والانتماء، وتعيد إحياء الذكريات الجميلة التي تمنحهم شعورًا بالأمان والطمأنينة.

غالبًا ما تُشكل هذه الزيارات نقطة الضوء في يومهم، ووسيلة لتجديد طاقتهم العاطفية، والتخفيف من آثار الوحدة أو الحنين إلى الماضي. كما أن التفاعل مع أفراد العائلة والأصدقاء يُسهم في تحفيز الدماغ، ويعزز القدرات الإدراكية، ويقلل من مشاعر العزلة والاكتئاب التي قد تصاحب التقدم في العمر.

إن تخصيص وقت لزيارة كبار السن لا يعد مجرد واجب اجتماعي، بل هو استثمار حقيقي في سعادتهم النفسية وجودة حياتهم، ومفتاح للحفاظ على توازنهم العاطفي وتعزيز ارتباطهم بالحياة.

الصحة النفسية لكبار السن: دراسات وأبحاث حول تأثير الزيارات الإيجابية

أثبتت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية أن الزيارات المنتظمة لكبار السن، سواء من أفراد العائلة أو من متطوعين، تُحدث تأثيرًا ملموسًا في تحسين الصحة النفسية لكبار السن. فقد أظهرت دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن التفاعل الاجتماعي الإيجابي يُقلل من معدلات الاكتئاب والقلق، ويزيد من مستويات الرضا عن الحياة لدى كبار السن في دور الرعاية.

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد، وُجد أن المسنين الذين يحظون بتواصل منتظم مع أحبائهم يتمتعون بصحة نفسية أفضل، ومعدلات أقل من التدهور المعرفي مقارنة بأقرانهم الذين يعانون من العزلة. كما أن الزيارات تساهم في تعزيز هرمونات السعادة مثل “الأوكسيتوسين” و”السيروتونين”، مما ينعكس إيجابًا على المزاج والاستقرار النفسي.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن مجرد قضاء 15 إلى 30 دقيقة من الحوار والاهتمام المستمر يمكن أن يرفع من معنويات كبار السن بشكل كبير، ويقلل من الشعور بالوحدة بنسبة قد تصل إلى 40%.

تؤكد هذه النتائج العلمية أن الزيارات ليست مجرد دعم عاطفي، بل هي أداة فعالة مدعومة بالأدلة في حماية وتعزيز الصحة النفسية لكبار السن، وتُعتبر جزءًا أساسيًا من الرعاية المتكاملة التي يحتاجون إليها.

طرق تعزيز الصحة النفسية لكبار السن من خلال زيارات منتظمة لدار المسنين

تلعب الزيارات المنتظمة إلى دار المسنين دورًا مهمًا في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن، حيث تساهم في توفير بيئة اجتماعية تحارب العزلة وتحفز التفاعل الإيجابي. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها للزيارات المنتظمة أن تحسن الحالة النفسية لكبار السن:

  1. التواصل العاطفي والإنساني: الزيارات توفر فرصة لتبادل الحديث، مما يسمح لكبار السن بالتعبير عن مشاعرهم ومشاركة ذكرياتهم. هذا التفاعل العاطفي يعزز من شعورهم بالتقدير والحب، ويقلل من مشاعر الوحدة.

  2. إضفاء شعور بالانتماء: من خلال الزيارات، يشعر كبار السن أنهم ما زالوا جزءًا من العالم الخارجي والمجتمع، وهو ما يعزز من شعورهم بالانتماء والقبول. الوجود المنتظم للأقارب والأصدقاء يعطيهم الأمل في الحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية.

  3. تحفيز الذاكرة والنشاط العقلي: التفاعل المستمر مع الزوار يُشجّع على ممارسة الذاكرة والتفكير الإبداعي. النقاشات والأنشطة المشتركة تحفز الذاكرة وتحسن الوظائف العقلية، مما يقلل من آثار التدهور الإدراكي.

  4. تخفيف الأعراض النفسية: الزيارات المنتظمة تساهم في تقليل مستويات التوتر والاكتئاب. التفاعل الإنساني يؤدي إلى إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والأوكسيتوسين، مما يساهم في تحسين المزاج العام ويخفف من مشاعر القلق.

  5. إعادة النشاط الاجتماعي: عبر زيارات منتظمة، يتم تشجيع كبار السن على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية داخل الدار، مما يحسن قدرتهم على التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي ويعزز من احترام الذات.

من خلال الزيارات المنتظمة، يتمكن الزوار من خلق بيئة نفسية إيجابية تحسن من نوعية الحياة وتقلل من العزلة، مما يُعتبر عاملًا مهمًا للحفاظ على الصحة النفسية لكبار السن.

الصحة النفسية لكبار السن

أهمية التخطيط للزيارة| نصائح لدعم الصحة النفسية لكبار السن

التخطيط الجيد للزيارة يُعد من العوامل الأساسية لضمان تأثير إيجابي على الصحة النفسية لكبار السن، خاصةً أولئك الذين يعيشون في دور المسنين. فالتفاعل المخطط له بعناية لا يُحسن مزاج كبار السن فقط، بل يعزز من شعورهم بالقيمة والاهتمام. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساهم في جعل الزيارة أكثر فاعلية:

  1. تحديد الوقت المناسب: من المهم اختيار وقت مناسب للزيارة يكون فيه المسن في حالة نفسية وجسدية جيدة. تجنب الزيارات خلال فترات الازدحام أو عندما يكون الشخص مرهقًا أو مشغولًا، حيث قد يقلل ذلك من جودة التفاعل ويزيد من الشعور بالإرهاق.

  2. الاهتمام بالجوانب العاطفية: أثناء الزيارة، من الضروري أن تُظهر الاهتمام العاطفي بكلامك وسلوكك. تأكد من الاستماع بعناية إلى ما يقوله المسن، وتجنب التحدث بشكل سريع أو استباقي. كما يمكن تبادل الذكريات أو الحديث عن مواضيع يحبها المسن لتحفيز المشاعر الإيجابية.

  3. الأنشطة التفاعلية: من المفيد دمج بعض الأنشطة التفاعلية مع الزيارة، مثل اللعب بالألغاز، الرسم، أو قراءة القصص معًا. هذه الأنشطة لا تمنح المسن فرصة للتفاعل الاجتماعي فقط، بل تساعد أيضًا في تحفيز الذاكرة والقدرات المعرفية، مما يُحسن من الصحة النفسية لكبار السن.

  4. تجنب الزيارات القصيرة جدًا أو المطولة جدًا: الزيارات القصيرة قد لا تمنح فرصة كافية للتفاعل الجيد، بينما الزيارات الطويلة جدًا قد تكون مرهقة للمسن. حاول أن تكون الزيارة معتدلة في الوقت، بحيث تتيح الفرصة للمسن للتمتع بالتفاعل دون الشعور بالتعب.

  5. توفير بيئة مريحة ومحببة: أثناء الزيارة، حاول توفير بيئة مريحة للمسن. تأكد من أن المكان هادئ، وأن الأجواء مريحة. إذا كان هناك أي توتر أو قلق، فقد يؤثر ذلك سلبًا على الصحة النفسية للمسن. خلق بيئة مريحة يشجع على الاسترخاء ويساهم في تعزيز شعورهم بالراحة والطمأنينة.

  6. الانخراط مع الفريق الطبي والموظفين: قبل الزيارة، يمكن أيضًا التواصل مع موظفي دار المسنين لمعرفة إذا كان هناك أي احتياجات خاصة يجب أخذها في الاعتبار، مثل الأدوية أو الأنشطة الموصى بها لتعزيز الراحة النفسية للمسن.

من خلال التخطيط الجيد والتفاعل المنتظم، يمكن للزيارة أن تكون أكثر فاعلية في دعم الصحة النفسية لكبار السن. حيث تمنحهم فرصة للتواصل، الاسترخاء، والشعور بالاهتمام، مما يعزز من رفاهيتهم العامة.

 دور المتطوعين في زيارة دار المسنين

يلعب المتطوعون دورًا حيويًا في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن في دور المسنين، حيث يقدمون نوعًا خاصًا من الدعم العاطفي والاجتماعي الذي يُسهم في تحسين جودة حياتهم. إن وجود متطوعين يزورون كبار السن بانتظام يُمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم النفسية، ويقلل من مشاعر العزلة والوحدة التي قد يواجهونها.

  1. المتطوعون يقدمون فرصة لتفاعل اجتماعي جديد ومتنوع لكبار السن، مما يخفف من العزلة ويزيد من مشاعر الانتماء. التفاعل مع أشخاص جدد يساعدهم على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم، ويُحسن من مزاجهم بشكل ملحوظ.

  2.  في الكثير من الأحيان، قد يفتقر كبار السن في دور المسنين إلى شخص يتحدث معهم عن أمور حياتهم أو حتى يستمع إلى مشاعرهم. المتطوعون يملؤون هذا الفراغ، حيث يمنحون المسنين فرصة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، مما يعزز من الصحة النفسية ويساعدهم على التخلص من مشاعر القلق والاكتئاب.

  3.  المتطوعون غالبًا ما يشاركون في تنظيم الأنشطة الترفيهية والتعليمية مثل الألعاب الجماعية، قراءة القصص، أو حتى تعلم مهارات جديدة. هذه الأنشطة لا تقتصر على توفير المتعة فحسب، بل تساعد أيضًا في تحفيز الذاكرة وتحسين النشاط العقلي، مما يعزز من الإحساس بالإنتاجية والرضا الذاتي.

  4.  يُمكن للمتطوعين أن يكونوا مصدرًا مهمًا للدعم المعنوي غير المشروط، خاصة بالنسبة لكبار السن الذين قد لا يتلقون الزيارات العائلية المنتظمة. هذه الزيارات تقدم لهم شعورًا بالاهتمام والتقدير، مما يرفع من معنوياتهم ويمنحهم شعورًا بالراحة النفسية.

  5.  عندما يشعر كبار السن أنهم جزء من مجتمع أكبر ويشملهم دعم الآخرين، فإن هذا يعزز من صحتهم النفسية. المتطوعون، من خلال تفاعلاتهم المستمرة، يُساعدون في تقليل مستويات الاكتئاب والقلق، وبالتالي تحسين جودة الحياة العامة للمسنين.

  6.  في بعض الأحيان، يمكن للمتطوعين بناء علاقات دائمة مع كبار السن، مما يعزز شعورهم بالثقة والأمان. هذه العلاقات لا تُسهم فقط في تحسين الصحة النفسية، بل تُساعد كبار السن على مواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر إيجابية.

من خلال العمل التطوعي، يُمكن أن يُسهم المتطوعون بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية لكبار السن في دور المسنين، مما يجعلهم يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من مجتمعهم ويُحسن من حياتهم اليومية بشكل كبير.

 قصص نجاح من تأثير الزيارات الإيجابية على الصحة النفسية لكبار السن

تُعد الزيارات المنتظمة والمُخطط لها بعناية إلى دور المسنين من أهم العوامل التي تساهم في تحسين الصحة النفسية لكبار السن. وفيما يلي بعض القصص الناجحة التي تُظهر التأثير الإيجابي لهذه الزيارات على كبار السن:

  1. قصة فاطمة (72 عامًا): فاطمة كانت تعيش في دار المسنين بعد أن فقدت زوجها وأبناءها كانوا يعيشون في مناطق بعيدة. كانت تعاني من مشاعر حزن عميق ووحدة شديدة. ولكن منذ أن بدأت ابنتها وأحفادها في زيارتها بانتظام، بدأ مزاجها في التحسن بشكل ملحوظ. كانت الزيارات فرصة للتفاعل مع أحبائها، مما أعاد إليها الأمل والسعادة. ونتيجة لذلك، تحسنت صحتها النفسية بشكل كبير، وأصبحت أكثر انخراطًا في الأنشطة التي تنظمها دار المسنين، مثل القراءة والحديث مع أصدقائها الجدد.

  2. قصة محمود (80 عامًا): محمود، وهو رجل مسن في دار المسنين، كان يعاني من أعراض الاكتئاب بعد فقدان زوجته، وكان يشعر بالعزلة. كان لديه مجموعة من المتطوعين الذين يزورونه بانتظام، يقومون بتبادل الأحاديث معه ويشاركونه في الأنشطة الاجتماعية مثل ألعاب الورق والرحلات القصيرة. مع مرور الوقت، بدأ محمود يشعر بفرق واضح في حالته النفسية. الزيارات المنتظمة والتفاعل الإنساني قللت من مشاعر الحزن والعزلة التي كان يعاني منها، وزادت من ثقته في نفسه وفي العالم من حوله.

  3. قصة هالة (68 عامًا): هالة كانت تشعر بالتجاهل منذ انتقالها إلى دار المسنين، وكانت تعاني من مشاعر القلق الشديد. ولكن بعد أن بدأ أصدقاؤها القدامى في زيارتها بانتظام، تغيرت حياتها تمامًا. كانوا يقضون الوقت معها في الحديث عن ذكرياتها، وتبادل القصص القديمة، والتخطيط للأنشطة الجماعية داخل الدار. نتيجة لهذه الزيارات الإيجابية، تحسنت حالتها النفسية بشكل كبير. لم تعد تشعر بالوحدة، بل أصبحت منخرطة في نشاطات الدار التي كانت ترفض المشاركة فيها سابقًا.

  4. قصة يوسف (75 عامًا): يوسف كان يعاني من قلة التفاعل الاجتماعي، وكان يواجه صعوبة في التكيف مع الحياة في دار المسنين بعد مرضه. إلا أن صديقًا قديمًا له بدأ في زيارته بانتظام، وكان يقضون وقتًا معًا في اللعب بالألغاز وحل الألغاز. هذه الزيارات خلقت رابطًا قويًا بينهما، وكان لها تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية ليوسف. بدأ يشعر بمزيد من الراحة النفسية، وأصبح أكثر قدرة على التفاعل مع باقي المقيمين في الدار، مما ساعده في التغلب على مشاعر القلق والانعزال.

تُظهر هذه القصص أن الزيارات الإيجابية من العائلة والأصدقاء أو حتى المتطوعين تُعد أحد العوامل الرئيسية لتحسين الصحة النفسية لكبار السن. من خلال التفاعل المستمر والمشاركة في الأنشطة، يمكن تعزيز الروابط العاطفية وتخفيف مشاعر الوحدة والاكتئاب، مما يحسن بشكل كبير من نوعية الحياة في دار المسنين.

كيف يمكن تعزيز ثقافة زيارة دار المسنين في المجتمع؟

إن تعزيز ثقافة الزيارة المنتظمة لكبار السن في دور المسنين يمثل أحد المحاور الرئيسية لتحسين الصحة النفسية لكبار السن في المستقبل. مع تزايد أعداد كبار السن في المجتمعات حول العالم، يصبح من الضروري أن تساهم الزيارات الاجتماعية في معالجة التحديات النفسية التي يواجهها هؤلاء الأفراد. يمكن أن يكون للمجتمع دور فعال في جعل هذه الزيارات جزءًا أساسيًا من حياة كبار السن، ما يؤدي إلى تحسين صحتهم النفسية بشكل ملحوظ. إليك بعض الجوانب التي تساهم في تعزيز ثقافة الزيارة:

  1. التوعية بأهمية الزيارة: من المهم زيادة الوعي في المجتمع حول تأثير الزيارة المنتظمة على الصحة النفسية لكبار السن. التثقيف حول الفوائد النفسية والاجتماعية التي يجلبها التواصل العاطفي والتفاعل الإنساني قد يحفز الأفراد على تخصيص وقت أكبر لزيارة كبار السن. هذه الزيارات ليست مجرد واجب اجتماعي، بل هي فرصة لتقديم دعم نفسي مباشر.

  2. تعزيز دور المتطوعين: يساهم المتطوعون في بناء مجتمع متكامل يدعم كبار السن في دور المسنين. من خلال تشجيع المتطوعين على المشاركة في زيارات منتظمة وتوفير أنشطة جماعية، يمكنهم التأثير بشكل إيجابي في الصحة النفسية للمسنين. كما أن هذا يشجع أفراد المجتمع على تقديم وقتهم في مساعدة الفئات الأكثر حاجة.

  3. تحفيز المؤسسات التعليمية: يمكن للمؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز ثقافة الزيارة. من خلال تنظيم زيارات طلابية دورية، يمكن للطلاب من جميع الأعمار التفاعل مع كبار السن. مثل هذه الأنشطة لا تعزز من الصحة النفسية للمسنين فقط، بل أيضًا تعلم الأجيال الجديدة أهمية الاحترام والرعاية لكبار السن.

  4. استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل: في عصر التكنولوجيا، يمكن استغلال الأدوات الرقمية لتسهيل التواصل بين كبار السن وأسرهم أو أصدقائهم الذين يعيشون بعيدًا. قد تساهم التطبيقات والمكالمات المرئية في تقليص شعور الوحدة لدى كبار السن، خاصة في الحالات التي يصعب فيها إجراء الزيارات الفعلية.

  5. توفير دعم للمجتمع المحلي: من خلال دعم الجهات الحكومية وغير الحكومية في توفير الموارد اللازمة للأنشطة الاجتماعية والزيارات، يمكن للمجتمعات المحلية لعب دور محوري في تعزيز ثقافة زيارة دور المسنين. المبادرات المجتمعية مثل تنظيم أيام مفتوحة أو أحداث اجتماعية لزيارة كبار السن يمكن أن تعزز من الروابط الاجتماعية وتُسهم في تعزيز الصحة النفسية.

  6. تغيير التصورات المجتمعية: يجب العمل على تغيير التصورات السلبية عن دور المسنين. في بعض الأحيان، يُنظر إلى هذه الأماكن على أنها مواقع عزلة أو مأساة. تغيير هذا المفهوم إلى فكرة أن هذه الأماكن هي بيئة يمكن فيها تواصل اجتماعي إيجابي يمكن أن يساعد في تشجيع الزيارات المنتظمة ويُحسن بشكل عام من الصحة النفسية لكبار السن.

 يمكننا أن نرى أن المستقبل يحمل آفاقًا مشرقة لتحسين الصحة النفسية لكبار السن من خلال تعزيز ثقافة الزيارة. إن تكاتف المجتمع في هذه المبادرات سيساهم بشكل كبير في الحد من مشاعر العزلة والاكتئاب، مما يجعل حياة كبار السن أكثر صحة وسعادة.

المصادر:
منظمة الصحة العالمية
وزارة الصحة السعودية

مشاركة

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022