عدد كبار العمر الفروق الواضحة بين رمضان زمان ومثيله اليوم، واصفين أيامه «بالنادرة»، وقالوا إن غياب وسائل الإعلام عن قرى الباحة جعل من إشعال النار على قمم الجبال واستخدام البنادق أكبر دليل على قدوم رمضان
عدد كبار العمر الفروق الواضحة بين رمضان زمان ومثيله اليوم، واصفين أيامه «بالنادرة»، وقالوا إن غياب وسائل الإعلام عن قرى الباحة جعل من إشعال النار على قمم الجبال واستخدام البنادق أكبر دليل على قدوم رمضان وتعجب المتحدثون من الإسراف والبذخ، الذي تعيشه الأسر، مؤكدين أن البساطة زينة الشهر وأجمل ألوانه متذكرين على سطور المدينة فضائل الشهر الكريم قبيل خمسة عقود مضت.
طعم خاص
العم يحيى الحسني – 80 عاما قال إننا مازلنا نحتفظ بتلك الأيام، التي كان لرمضان فيها طعم خاص.. كان جميلًا وممتعًا بكل المقايس ويختلف عن رمضان الحالي، فرمضان زمان يختلف كثيرًا عن وقتنا الحاضر فلم نعد نشاهد عادات رمضان القديمة، التي اندثرت في عصرنا الحالي ومنها الأكلات الشعبية، التي لا تتجاوز صنفين من الأكل، وكذلك العمل في نهار رمضان فكنا نرعى الأغنام ونقوم بالزراعة من طلوع الشمس وحتى قبل الغروب ولم يكن هناك الكلفة والإسراف في الأكل فلم يكن موجودًا غير ما هو مزروع في الأرض من القمح والحنطة، أما التمر فيأتيننا من بيشة قبل رمضان وكثير من الأوقات نفطر على الماء لقلة وجود التمر، أما العم سعيد بن أحمد الكناني فقال: لقد كنا نقدر دخول رمضان، وكنا نحرص على العبادة على الرغم من مشاغلنا في الرعي والزراعة.
الأكلات الشعبية
العم سعيد قال: إن الأكلات الشعبية كانت حاضرة في إفطارنا وهي الخبز والمرق والسمن والقهوة ويقول سعيد الشعلاني: إن هناك وجبات رئيسية في رمضان وهي محببة إليّ في الماضي والحاضر ألا وهي التمر سواء الرطب أو المكنوز ودلة القهوة البرية وقرص البر مع السمن البري أو اللبن فهذه هي الوجبات التي تعودنا عليها في رمضان.. فكان سحورنا هو لبن الإبل فقط وبعد طلوع شمس ذلك اليوم وكنا خلف إبلنا وأغنامنا في المرعى وكان وقتها رمضان شديد الحرارة ويضيف الأكل كان قليل في الماضي، ولكنه مفيد للجسم فلا نعرف السمنة والأمراض، التي ظهرت مؤخرًا مثل السكر والضغط.
أيام نادرة
ويصف صالح سعيد 80 عامًا تلك الأيام الماضية في رمضان بالنادرة، التي لا يمكن تكرارها، حيث يقول: إنها كانت أيام خير وبركة تشعر فيها بروحانية الشهر أكثر من الوقت الحالي، ويجتمع فيها الأهل والأصدقاء في أجواء عائلية لا يشغلهم فيها سوى الأنس والسمر.. فلقد كان هناك شظف في العيش، ولكن كانت الحياة جميلة فأغلب الإفطار في الماضي كان جماعيًا نظرًا لضيق ذات اليد.
شهر عمل
صالح الغامدي يقول أيام رمضان اختلفت في العصر الحالي، حيث كان الأهالي ينظرون إلى رمضان بوصفه شهر عمل وليس ركونا إلى الراحة، كما كان هناك تواصل من الأقارب والجيران والأصدقاء في مظهر يشعر الأهالي بقوة التلاحم والتواصل بين الجميع، ويقول العم مصلح الزهراني: لم تكن توجد في الماضي أي مظاهر من الإسراف أو تبذير ولم نكن نعرف الأسواق مثلما يحدث الآن من إنفاق في غير محله وما يتركه من عبء اقتصادي ثقيل على الأحوال المادية للأسرة. كما كانت الحياة تمتاز بالبساطة وعدم التكلف، فكل ما يقدم هو من صنع البيت ولكن للأسف ما نشاهده الآن هو إسراف بعينه.
طاعة وعبادة
سعدي الغامدي قال: كنا نعد العدة لاستقبال رمضان وكان الكبار يعلموننا أن شهر رمضان شهر طاعة وعبادة، كما كنا نلمس كيف يتفرغون للعبادة إلى آخر يوم من أيام الشهر المبارك.. نحن صغار كنا لا نصوم وننتظر سماع صوت المؤذن وتغمرنا الفرحة ويمتلكنا السرور عندما نخبرهم بالإفطار.
إسراف وتبذير
عطية علي الزهراني قال: إن الإسراف والتبذير أصبح الأساس فى كثير من موائد رمضان فيما كان الماضي جميلا في كل شيء وشاركه محمد العامري قائلا: لم يكن هناك شيء اسمه ميزانية رمضان التي ترصد لها مبالغ كبيرة، أما الآن فهناك ميزانية تمثل عبئا ثقيلا على الأسر، حيث أصبح رمضان في القرى والمدن والأرياف يتطلب الكثير من المصروفات، فالأسواق والمراكز التجارية تتطلب ميزانيات لشراء احتياجات المأكولات ومستلزمات الطبخ.
الأطعمة الشعبية
عبدالله عطية الحسني يقول: إن البيوت في الماضي كانت تستقبل رمضان بقليل من الأطعمة الشعبية، ويجتمع أهالي القرية مع غيرهم ممن يأتي من الخارج وكانت في القرية بيوت مشهورة نحرص على زيارتها أكثر من مرة لما نجد عندها من أنواع الأطعمة اللذيذة.. أما حسن الخزمري فيشير إلى أن الوضع تغير بسبب الوضع الاقتصادي فكل شخص بدأ ينافس الآخر على تقديم أفضل ما عنده مع قوة متطلبات الحياة العصرية، التي باتت تؤرق الجميع بسبب ارتفاع الأسعار، التي طالت كل شيء وتغير الوضع الآن تمامًا عن رمضان الماضي.
المصدر:…..https://cutt.us/9FBSQ