كبار السن ليسوا حادي الطباع

دراسة أميركية تؤكد أن الأشخاص الذين تجاوزوا الـ60 عاما من أعمارهم أكثر نشاطا واستجابة للمشاعر الإيجابية من الشباب.

برلين – “يا لفظاظة هذا العجوز الذي يشق طريقه عبر مناطق المشاة بعصاه”، “لبئس الجدة حادة الطباع التي لا يمكن العمل على إرضائها”، غالبا ما تكون في أذهاننا مثل هذه الصور عندما نفكر في السن المتقدمة، ولكن العلم يقول غير هذا.

فكل هذا كليشهات، بحسب يوله شبشت، وهي طبيبة نفسية تدرس تطور السمات الإنسانية على مدار الحياة بجامعة هومبولت في برلين.

وأوضحت شبشت قائلة “في الواقع، نحن نميل إلى أن نرى الأشخاص، على الأقل في المتوسط، أصبحوا أكثر لطفا مع التقدم في السن”.

ومن بين أبعاد الشخصية الخمسة، وهي الانفتاح والوعي والانبساط وطيبة النفس والنرجسية، فإن طيبة النفس هي التي تزيد في الكثير من الحالات لأشخاص تجاوزوا الستين من العمر. حيث يصبحون أكثر حبا للخير وأفضل إقبالا على المساعدة، ويميلون إلى أن يكونون في مزاج أفضل.

وتشير شبشت “هناك سبب جيد لهذا. كونك يسهل التعامل معك له الكثير من المميزات عند التقدم في السن وتحتاج إلى مساعدة من الآخرين”.

وتُوجّه إلى كبار السن في كثير من الأحيان، تهمة بأنهم أكثر سلبية، وأقل نشاطا لكن الأبحاث العلمية الحديثة تنفي هذه التهمة وتؤكد أن كبار السن أكثر إيجابية، حيث كشفت دراسة أميركية أن الأشخاص الذين تجاوزوا الـ60 عاما من أعمارهم أكثر نشاطا واستجابة للمشاعر الإيجابية من الشباب، وأنهم ينظرون للعواطف السلبية كالحزن أو الوحدة بطريقة إيجابية.

وقالت الدراسة التي أجريت على 32 من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 60 و92 عامًا، و111 شابا تتراوح أعمارهم بين 18 و32 عاما، وطلب من المفحوصين جميعا الحكم على 70 كلمة، من حيث إذا كان لها دلالة إيجابية أم سلبية، فكانت النتائج أن كبار السن أكثر إيجابية من حيث العاطفة والبهجة والسعادة والشعور بالرضا من الشباب. وبيّن ريبيكا ريدي كبير الباحثين المشرف على الدراسة من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة، إن “كبار السن يشعرون بالصفاء والطمأنينة أكثر من الشباب الذين أظهرتهم الدراسة بأنهم أكثر ترابطا بمصطلحات الاستنكار الذاتي مع الشعور بالحزن والوحدة والخجل والاشمئزاز من أنفسهم”.

وأضاف ريبيكا قائلا “توصلت الدراسة إلى بعض الفوائد غير المعروفة عن الشيخوخة، مثل زيادة المشاعر الإيجابية، وقلة المشاعر السلبية المرتبطة بالحزن والوحدة، موضحا أن هذه النتائج فى غاية الأهمية للأطباء النفسيين والقائمين على رعاية المسنين حيث تساعدهم على فهم أفضل لمشاعر كبار السن”.

المصدر : العرب