عمّان- الكبد أكبر الأعضاء الداخلية الموجودة في أحشاء جسم الإنسان، يقع في الجزء الأيمن العلوي من البطن تحت أضلاع القفص الصدري اليمنى وتحت الحجاب الحاجز بشكل مباشر، ويتكون الكبد من فصين اثنين: الفص الأيمن والفص الأيسر، ويتميز الأيمن بكبر حجمه أكثر من الفص الأيسر، أما وظائف الكبد وأهميته بالنسبة للإنسان فإن الكبد يضطلع بدور فعال وأساسي في حياة الإنسان؛ حيث انه مسؤول عن القيام بالوظائف التالية:
• يحتوي الكبد على الخمائر(الأنزيمات) التي تعمل على إزالة سمية واستقلاب العديد من المواد السامة والأدوية التي تدخل جسم الإنسان، ولولا دور الكبد في هذا المجال لتراكمت السموم في الجسم وقضت على كل ما فيه من آثار الحياة.
• ينتج الكبد ما يسمى بالعوامل المخثرة(Clotting factors) وهذه العوامل ذات أهمية فائقة في الحفاظ على حياة الإنسان، حيث انها تقوم بدور أساسي في خطوات عملية تخثر الجروح ولولا هذه العملية لتسبب أصغر الجروح التي تصيب جسم الإنسان بنزيف يؤدي للموت.
• ينتج الكبد العصارة الصفراء ويفرزها في المرارة التي بدورها تصب في القناة الهضمية، وللعصارة الصفراء أهمية شديدة أثناء امتصاص الدهون من القناة الهضمية.
• يعمل الكبد على إعادة تصنيع وتخزين العديد من المواد الغذائية الهامة في جسم الإنسان، والأمثلة على ذلك متعددة فعلى سبيل المثال يعمل الكبد على تحويل سكر الجلوكوز الموجود بشكل فائض في دم الإنسان إلى شكل الجلايكوجين ويخزنه في خلاياه، وعندما يصبح الجسم في حاجة إلى سكر الجلوكوز يعمل الكبد على تحرير وإطلاق سكر الجلوكوز إلى الدم من جديد، كما يخزن الكبد العديد من الفيتامينات الهامة لجسم الإنسان، وبخاصة تلك التي تعتبر ذائبة في الدهون مثل فيتامين أ.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد:
• يعتبر الأشخاص الذين أصيبوا فيما مضى بمرض التهاب الكبد الوبائي المزمن من نوعي “ب وج” أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بداء سرطان الكبد، فالفيروسات المسببة تستوطن خلايا كبد الإنسان المريض لأعوام عدة وتجعلها أكثر عرضة لأنها تصبح خلايا مسرطنة.
• تشير الإحصائيات العلمية إلى أن ما نسبته 5% من الأشخاص المصابين بتشمع الكبد الناتج عن تناول الخمور بكثرة أو الناتج عن تعرض الكبد لمواد كيميائية سامة يصابون بمرض سرطان الكبد بشكل مؤكد.
• تسبب مادة الأفلاتوكسين وهي مادة طبيعية تصنعها الفطريات التي تنمو على الفول السوداني والمكسرات والعديد من الحبوب سرطان الكبد بشكل قاطع، ومن الملاحظ أن هذه المادة يكثر تواجدها في بلدان العالم الثالث بسبب عدم خضوع الأطعمة المباعة فيها إلى المواصفات والمقاييس العالمية المتبعة.
• الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بسرطان الكبد.
• للعامل الوراثي دور عند بعض الأشخاص في الإصابة بمرض سرطان الكبد.
• يلاحظ أن الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الخمسين عاما هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد.
أعراض سرطان الكبد
يطلق على مرض سرطان الكبد اسم”السرطان الصامت”، ذلك أنه في مراحله الأولية قد لا تظهر على المريض أية أعراض تدل على المرض، ولكن عندما تنمو الخلايا السرطانية داخل الكبد وتتكاثر تظهر على المريض الأعراض التالية:
• شعور المريض بألم شديد في المنطقة العليا من الجزء الأيمن من البطن، وقد يمتد هذا الألم إلى الظهر وحتى الأكتاف.
• انتفاخ البطن.
• فقدان الوزن بشكل سريع.
• فقدان الشهية.
• شعور المريض بالإعياء والتعب الشديدين.
• شعور المريض بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
• يتصبغ الجلد باللون الأصفر، ويصبح لون البول داكنا.
• الحمى.
ملاحظة: ظهور هذه الأعراض على المريض لا تعني بالضرورة إصابته بسرطان الكبد، إنما قد تعني الإصابة بأمراض أخرى من أمراض الكبد، لذا يتوجب على من تظهر عليه هذه الأعراض طلب المشورة من الطبيب المختص للحصول على التشخيص الصحيح.
أنواع سرطان الكبد
قد يحدث سرطان الكبد عند الإنسان نتيجة تحول خلايا سرطان الكبد بشكل أولي إلى خلايا سرطانية،وتسمى هذه الحالة بسرطان الكبد الأولي Primary liver cancer، أو نتيجة انتقال الخلايا السرطانية بواسطة الدم من جزء آخر مصاب بالسرطان في جسم الإنسان إلى الكبد، وتسمى هذه الحالة بسرطان الكبد الثانوي Secondary liver cancer، وحديثنا اليوم سوف يقتصر على أنواع سرطان الكبد الأولي التي تشمل ما يلي:
• سرطان الخلايا الكبدية أو ما يسمى بالهيباتوما Hepatoma: يشكل هذا السرطان ما نسبته 75% من السرطانات الأولية التي تصيب كبد الإنسان، وهو ينشأ في الخلايا الكبدية ويشيع لدى الرجال الذين يعانون من الإصابة بأمراض مزمنة في الكبد مثل مرض تشمع الكبد وأمراض الالتهاب الكبدي من نوعي”ب” و”ج” ومن هم فوق سن الخمسين أيضا.
• سرطان القنوات الصفراوية Cholangiocarcinoma: ينشأ سرطان القنوات الصفراوية في القنوات الصفراوية، وهو في الغالب يصيب صغار السن البالغين دون وجود مرض كبدي مزمن، وهو أكثر شيوعا في المصابين بالتهاب القولون التقرحي.
• سرطان الأوعية الكبدية Angiosarcoma: وهو من أنواع سرطانات الكبد الأولية النادرة، يبدأ من خلايا الأوعية الدموية المتواجدة في كبد المريض، يصيب في العادة الأشخاص الذين سبق لهم التعرض لمادة الفينيل كلورايد Vinyl chloride المستخدم في بعض الصناعات البلاستيكية، أو مادة ثاني أوكسيد الثوريوم Thorium dioxide، ولا يتوقع أن يعيش الشخص بمثل هذا السرطان لأكثر من ستة أشهر بعد اكتشاف المرض.
تشخيص مرض سرطان الكبد:
يشخص طبيب أمراض الدم والأورام السرطانية مرض سرطان الكبد بإحدى الطرق التالية:
1 الفحص بالموجات فوق الصوتية.
2. التصوير بالرنين المغناطيسي.
3. تحليل واختبارات الدم لدراسة كفاءة الكبد في أداء وظائفه.
4. الفحص بالجاليوم المشع، وهو مهم للتمييز بين الأورام والأمراض الأخرى التي قد تصيب الكبد.
5. أخذ خزعة من الورم ودراستها تحت المجهر.
6. تنظير البطن لتقييم مدى انتشار السرطان.
علاج سرطان الكبد:
تشمل الأساليب المتبعة في علاج مرض سرطان الكبد ما يلي:
. استئصال الورم بواسطة التدخل الجراحي في حال كان الورم صغير الحجم ومتركزا في أحد فصوص الكبد وغير منتشر.
. زراعة الكبد، وقد أثبتت هذه الوسيلة نجاحا كبيرا في علاج مرض سرطان الكبد، ولكن يجب أن تتم هذه العملية بشكل مبكر وقبل انتشار المرض إلى أعضاء جسم الإنسان الأخرى.
مع العلم أن علاج مرض سرطان الكبد بواسطة المواد الكيماوية أو بالأشعة لم يثبت نجاحا في التخلص من الورم حتى الآن.