“حقوق كبار السن” تم القاء هذه الخطبة في جامع اللؤلؤة بجدة
قدم خطيب مسجد اللؤلؤة بجدة الشيخ (خالد بن عبد الرقيب تركستاني )
اليوم الجمعة 12 رمضان 1437 خطبة موجهة للعالم ..
أن كبار السن لهم عليناحق الاحترام و التقدير ، و أن شيبتهم نور و بركة لبيوتنا و مجتمعاتنا .
و بين أن على كبار السن أيضا مقابل ذلك حق لنا بالحب و العطف و تقدير أفكارنا و زماننا ، و منحنا من تجاربهم و خبرة سنينهم
مبينا .. أن الشيب و الكبر لا يعني انتظار الموت و تعطيل العقل ، و سيرة سيدنا حسان بن ثابت شاهد على بدء حياة نضالية بعد الستين من عمره .. إذ أسلم
مختصر الخطبة :
( ▫يقول عالم غربي : « إن افتقارنا إلى النظرة المثالية إلى الشيخوخة .. يحرمنا من تكوين نظرة شاملة إلى الحياة »
▫و يقول آخر :
« و مع أن التقدم في السن يأخذ منّا كل شيء ، إلا أنه يعطينا الحكمة »
▫و إحصائيا .. يُتوقع أن يصل عدد الأشخاص البالغين من العمر 65 و أكثر عام 2020 حول 21.3 مليونا
عباد الله ..
▫المسنّون على تكاثر ، و واجبهم على تعاظم ، و الدين الإسلامي العظيم قد حفظ لهم الحقوق و فرض على المجتمع احترامهم و إجلالهم ..
إذ .. ( كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِم ْ)
▫ما أعظمه من دين ..
يشدد في رعاية كبار السن ..
و يعلن الوعيد لمن يهمل حق الكبير و يضيع الواجب نحوه ، بأنه ليس على هدي النبي صلى الله عليه و سلم و غيرُ ملازم لطريقته ..
( مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ يَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا )
عباد الله ..
▫أيها الكبار .. عمرا و تجربة و علما ..
المعطيات لديكم بلا حصر ، و الخير بين يديكم ، و خبرة الزمان الطويل مكسبكم و حكمتكم .. فلا عذر لديكم أن تركنوا إلى كبركم أو مرضكم أو بياض شعركم فتملوا من دنياكم و تعيشوا على هامش الحياة
▫العقل لا يتعطل إلا إذا عُطِّل ، و الهمة لا تموت إلا إذا وئدت ، و العقل العاطل يلعب به الشيطان !!
▫عيشوا عمركم و استمتعوا بجمال لحظتكم ، و أكرموا الجيل بخير تجاربكم ، مستجيبين متقبلين لمتطلبات الزمن الحاضر ، فتلك هي سنة الحياة
عباد الله ..
▫تخيلوا سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه ، أسلم و عمره ستون عاما !!
هل أسلم و قال :
” قال صلى الله عليه و سلم : أعمار أمتي بين الستين و السبعين ” ، ثم جلس في المسجد ينتظر ملك الموت ؟!!
▫طبعا لا ..
أسلم و عمره ستون عاما ، أي بلغة العصر الحديث بعد سن التقاعد النظامي .. ثم انتفض بشعره الجزل مشروعه الإعلامي يذود و يدافع عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و وظف خبرته الشعرية من خلال الستين عاما في الجاهلية ، للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكان من أرق ما قال :
و أَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَ أجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيب
ٍكأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
▫رضي الله عنه ، كأن الله قد أعده ستين عاما يتقن الشعر و يمدح الملوك و الأمراء حتى يعيش ستين عاما في الإسلام و يمدح سيد البشرية ، ثم يموت و قد بلغ مئة و عشرين عاما !!
عباد الله ..
▫لكل مرحلة من مراحل العمر و الحياة ظروفها و واجباتها و روعتها و جمالها . و الظافر من علم ذلك فعمل
▫أبناؤكم و بناتكم و حيكم و مجتمعكم و بلادكم و الدنيا كلها بحاجة إلى خبراتكم و حكمتكم و جمال ذكرياتكم و حسن حديثكم و حياة أخلاقكم فلا تحرموا الناس خيركم (و أما بنعمة ربك فحدث) ، و كما كفل الدين حق احترامكم و إجلالكم ، فأعطونا شيئا من عطفكم و حلمكم . عندها .. سيكون و لا شك .. نقطة إلتقاء و تفاهم
▫أنتم بركة البيت و الحياة ، و أنتم بشيبتكم نور ..
“من شاب شبية في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة”
▫عباد الله ..
قال ﷺ :
” لا يَزيدُ المؤمنَ عُمرُه إلاّ خَيراً “
و قال ﷺ :
” إنّ من السعادة أن يطول عمر العبد ، و يرزقه الله عزّ وجلّ الإنابة “
و قال ﷺ :
” خَيرُكم مَن طالَ عُمُرُه و حَسُنَ عَملُه “
و قال ﷺ :
” ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام .. لتكبيره و تحميده و تسبيحه و تهليله “
?الخطبة الثانية?
▫إلى كل شاب ..
ذكرا أو أنثى ..
الحذر الحذر ..
عند التعامل مع كبار السن رجالا أو نساء ..
في البيت أو في الشارع أو في المسجد أو في الدوائر و المؤسسات أو في الطرقات أثناء قيادة السيارة أو في أي مكان ..
▫احفظوا هذا الحديث النبوي و تذكروه على الدوام ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
” مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ .. إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ “
▫و في معناه ..
تذكروا أن ..
من أهان ذا شيبة ..
لم يمت حتى يبعث الله عليه من يهين شيبته إذا شاب