حذرت مسودة تقرير متخصص من “ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض المصاحبة لتغيرات المناخ في المملكة بين الأطفال، وكبار السن، والفقراء، والعمال الذي يعملون في الهواء الطلق، والنساء كذلك”.
وتعد محافظات: الزرقاء، وإربد، والمفرق، وعجلون، وجرش، ومناطق البادية الشمالية، والرويشد، والأغوار، والرمثا الأكثر عرضة للآثار الصحية الناجمة عن تغيرات المناخ، وفق مسودة تقرير البلاغات الوطني الرابع.وتتزامن هذه التحذيرات مع تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أول من أمس، أكد فيه أن” تغير المناخ ومقاومة مضادات الميكروبات، من أكبر التهديدات التي تواجه الصحة العالمية”.وستؤدي موجات الجفاف في الأردن لـ”تعرض الأطفال للإصابة بالأمراض الجلدية، وسوء التغذية نتيجة انخفاض الإنتاج في المحاصيل، والتعرض للحساسية، وارتفاع في معدل الوفيات”، وفق المُستشار في الصحة العامة زياد العلاونة.
في حين سينتج عن العواصف الرملية والترابية، وفق العلاونة، الناجمة عن تغيرات المناخ “الإصابة بالأمراض المزمنة والجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو القصبي الناجم عن تلوث الهواء”.
و”ستكون فئات كبار السن، ومن أمراض مزمنة، وممن ليس لديهم القدرة على الحركة، والفقراء، وسكان المناطق النائية والمعزولة، والرضع والأطفال، والنساء الحوامل، والعمال في الهواء الطلق، الأكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض”.
وكانت العاصمة، وضمن 10 مناطق، بينها: الموقر، والجيزة، الأكثر قدرة على التكيف مع هذه الآثار الصحية، لكن محافظات عجلون والمفرق والكرك والطفيلة، كانت الأقل قدرة على التكيف، تبعا للعلاونة.
أما الفيضانات الناجمة عن غزارة الأمطار، فـ”سترفع من معدلات الإصابة بالأوبئة ذات الصلة بالمياه والغذاء، نتيجة اختلاط المياه العادمة بتلك الصالحة للشرب، وانتشار البلهارسيا والملاريا، والوادي المتصدع”، وفق مسودة التقرير.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن التحول في الموسم المطري، سيعرض سكان المناطق الجنوبية والأغوار للاوبئة ذات الصلة بالمناخ، بخاصة في محافظات الكرك، والطفيلة، لقلة في توافر المياه الآمنة، وانخفاض في إنتاج المحاصيل الزراعية.
ويرافق ذلك، وفق المسودة، “احتمال في انتشار الأوبئة التي تنقلها المياه مثل الكوليرا، والدوسنتاريا، والتهاب الكبد (إي)، والليشمانيات الجلدي”.
ويعد ازدياد الرطوبة الناجم عن تأثيرات تغير المناخ، من المهددات لقطاع الصحة، “لكونه سيزيد من نسب الإصابة بالأمراض التنفسية، وضربات الشمس، وارتفاع الحرارة”.
ولعل تأثيرات ذلك الأمر “ستطال كبار السن، والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي، والعاملين في المؤسسات”.
ومن بين التحديات التي ستواجه قطاع الصحة، لنقص هطول الأمطار “إصابة المزارعين، والمستهلكين والأطفال بالأمراض المنقولة بالمياه كالتيفوئيد، والبلهارسيا، والتهاب الكبد الوبائي (a,e)، مع النقص في المياه الآمنة، وسوء التغذية”.
ولكن الزيادة في درجات الحرارة، سيصاحبها “ارتفاع في نسب الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، والإصابة بالإسهال من مصادر بكتيرية كالسالمونيلا، مع توقعات بازدياد معدلات نمو الكائنات الحية الدقيقة”.
ومن بين الأمراض الأخرى “الإصابة بأمراض القلب، بسبب موجات الحرارة الشديدة، بخاصة بين مرضى القلب والأوعية الدموية”، .
وتعد الفئات الأكثر ضعفاً تجاه موجات الحرارة هي لـ”القاطنين في الصحراء الشرقية، وكبار السن، والكثير من سكان المملكة”.
كما أن تلك “الفئات، ستكون معرضة لحروق الشمس والتعب، والطفح الحراري، والإغماء الناجم عن درجات الحرارة المرتفعة، والإنهاك، والإصابة ببعض الآثار ذات العلاقة بالصحة العقلية”.
وكان أشار تقييم لآثار تغير المناخ على القضايا الصحية، أجرته وزارة الصحة سابقا، إلى أن الآثار الأكثر وضوحًا، ستكون بـ”زيادة الأمراض المنقولة بواسطة المياه والأغذية، والمخاطر المرافقة لموجات الحرارة الشديدة”.
كما “وستصبح الصحراء الشرقية، منطقة شحيحة بالمياه، في وقت يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة، والرطوبة لزيادة الوفيات، أو اعتلال الصحة المزمن بعد ضربات الشمس”.
وأوصت نتائج المسودة بمواجهة الآثار الصحية الناجمة عن الجفاف بـ”تعزيز البرامج الوقائية، والعلاجية الحالية، وإعداد خطط لإدارة الكوارث”.
وبشأن التعامل مع العواصف الترابية والرملية، لا بد من “المحافظة على الغطاء الأخضر للتقليل من مخاطر التصحر، وتعزيز التنسيق بين القطاعات، وعلى المستوى الإقليمي كذلك”.
ويعد “تعزيز الاستدامة البيئية، وتحسين الظروف الصحية، وانشاء نظام إنذار مبكر، وإدراج مفهوم التغير المناخي في مناهج المدارس، والجامعات، ووضع خطط لسلامة المياه، من الإجراءات لمواجهة الأثار الصحية الناجمة عن هطول الأمطار”.
كما أن “اعتماد سياسات لها تأثير في تقليل ثاني أكسيد الكربون، وزيادة سعة غرف الطوارئ، وزيادة الوعي عبر ورش العمل التدريبية، من أحد الإجراءات كذلك”.
ولرفع القدرة على التكيف في مجال القطاع الصحي، للتعامل مع موجات الحرارة الشديدة اقترحت المسودة “اعتماد السياسات التي لها تأثير في الحد من إزالة الغابات، وتشجيع استخدامات بدائل الطاقة، وإنشاء نظام مبكر”.
وأما بشأن التكيف مع الفيضانات، فأوصت نتائج المسودة أن “يجري تحسين البيئة، والحفاظ على الظروف الصحية، وتحسينها، وتعزيز التنسيق بين القطاعات، والتعاون على المستوى الإقليمي”.
في حين أن “تطبيق إرشادات البناء التي تشمل تركيب الأدوات الصحية التي تعمل على فصل المياه العادمة عن تلك الصحية، ضرورة في مواجهة المخاطر الصحية للتحول في الموسم المطري”، كما ورد في مقترحات المسودة.
وأوصت النتائج كذلك، أن “تُبنى القدرات في مواجهة ازدياد نسب الرطوبة ببناء القدرات المؤسسية، وزيادة الوعي بين الأفراد، وسعة غرف الطوارئ الصحية”.
المصدر:……..https://cutt.us/NJoIx