المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية

القطان: حقوق كبار السن ضُيِّعت ومشاعرهم جُرِحَتْ…وأصبحوا غرباء بين أهلهم وأولادهم

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن حقوق كبار السن في المجتمع «ضُيعت»، ومشاعرهم وأحاسيسهم «جُرحت»، حتى أنهم أصبحوا غرباء بين أهلهم وأولادهم.

وأكد القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (1 يناير/ كانون الثاني 2016) أن كبار السن أهل فضل وقدوة في مجتمعاتهم وقرابتهم. وقال: «كبارنا خيارنا، أهل الفضل والحلم فينا، هم قدوتنا في كل خير، هم أئمتنا إلى الطاعة والبر».

وأضاف، في الخطبة التي عنونها بـ « كبار السن بين الحقوق والعقوق»، قائلاً: «نقف مع كبير السن ومع حقوقه التي طالما ضُيّعت، ومشاعره وأحاسيسه التي طالما جُرحت، ومع آلامه وهمومه وغمومه وأحزانه التي كثرت وعظمته، إنه الكبير الذي رقَّ عظمه، وكبر سنه، وخارت قواه، وشاب رأسه، إنه الشيخ الكبير الذي له حق الأبوة، وفضل السابقة إلى الخير، أصبح صنف من الكبار اليوم غريباً حتى بين أهلِه وأولاده، ثقيلاً حتى على أقربائه وأحفاده، من هذا الذي يجالسه؟ من هذا الذي يؤانسه؟ من هذا الذي يباسطه ويدخل السرور عليه؟.

وتساءل: «كم تجد شيخاً كبيراً إذا تحدث سارع إلى مقاطعته الصبيان, وإذا أبدى رأيه ومشورته، سفهه الصغار وضعاف الأحلام, فأصبحت حكمته وحنكته إلى ضيعة وخسران, أما إذا خرج من بيته فقد كان يخرج بالأمس القريب إلى الأصحاب والأحباب وإلى الإخوان والخلان, يزورهم ويزورونه، يقضي حوائجهم ويقضون حوائجه، أما اليوم فهو إذا خرج يخرج بالأشجان والأحزان, يخرج إلى الأحباب والأصحاب، يُشيع موتاهم, ويعود مرضاهم, فالله أعلم كيف يعود إلى بيته, يعود بالقلب المجروح المنكسر, وبالعين الدامعة, وبالدمع الغزير المنهمر؛ لأنه ينتظر دوره».

وخاطب كبار السن بقوله: «أنتم قدوة لأبنائكم وبناتكم وأهليكم, قدوة في مجتمعاتكم وقرابتكم. إذا جلست مع الأبناء والبنات فإن كنت محافظًا على الخير والطاعات أحبوك وهابوك وأجلّوك وأكرموك, وإن وجدوك تسب الناس وتشتمهم وتنتقصهم وتعيبهم وتغتابهم أهانوك وأذلوك ثم سبوك وعابوك, وهكذا يُجزى المحسن بالإحسان, والمسيء بالخيبة والخسران».

ودعا الآباء إلى أن يورثوا الأبناء والأحفاد «جميل خصالكم، وخلاصة تجاربكم في الحياة، لاطفوا الأبناء والبنات وهذبوهم، واهجروا الألفاظ السيئة، والأساليب القاسية معهم تجدونه برّاً ووفاء في دنياكم وأجراً وذخراً لكم في أُخراكم، فما نحل والدٌ ولداً أفضل من أدب حسن، فهو خير ميراث وأقوم تراث. كم يذكرونكم بعد رحيلكم بتلك الكلمات الحانية، والوصايا النافعة، وكم هي سلسلة الأجور والحسنات حينما ينقلونها لأبناء جيلهم بل ولأبنائهم وأحفادهم.

وتابع «يا معاشر الشيوخ الكبار، أنتم كبار في قلوبنا, وكبار في نفوسنا, وكبار في عيوننا, كبار بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا، أنتم الذين علمتم وربّيتم وبنيتم وقدّمتم وضحّيتم، لئن نسي البعض فضلكم، فإن الله لا ينسى, ولئن جحد الكثير معروفكم، فإن البر لا يبلى والمعروف لا يفنى, ولئن طال العهد على ما قدمتموه من خيرات وتضحيات، فإن الخير يدوم ويبقى ثم إلى ربك المنتهى, وعنده الجزاء».

وذكر أن «الآلام والأسقام التي تجدونها فالملائكة كتبت حسناتها, والله عظم أجورها, وستجدونها بين يدي الله, فالله أعلم كم كان لهذه الأسقام والآلام من حسنات ودرجات, اليوم تُزعجكم وتقلقكم وتُبكيكم وتقض مضاجعكم, لكنها غداً بين يدي الله تفرحكم وتضحككم, فاصبروا على البلاء، واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء، فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حسن العطاء، واحذروا من التسخط والجزع».

وتابع «يا معاشر الكبار، إن مما يحفظ عليك صحتك وقوتك حتى مع كبر سنك، طاعة الله جل وعلا، وألا تستخدم هذه الجوارح في معصيته».

وحث القطان الشباب على إجلال الكبير وتوقيره وقضاء حوائجه»، مؤكداً أن ذلك «سنة من سنن الأنبياء، وشيمة من شيم الأوفياء، ارحموا الكبار وقدّروهم ووقّروهم وأجلُّوهم، ولاسيما من الوالدين من الآباء والأمهات، والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات, فإن الله يحب ذلك ويثني عليه خيراً كثيراً».

وطالب الأبناء بألا يستنكفوا من خدمة والديهم، «فلطالما خدموكم ورفعوا عنكم الأذى والقذى، فأحسنوا إليهم إن الله يحب المحسنين، وعظّموا منزلتهم عند الأبناء والأحفاد، يجلّوكم ويحاكوكم في البر والإحسان، وإن اضطررتم في خدمتهم ورأيتم حاجتهم لخدم وحشم فكونوا معهم موجهين ومشرفين ومتابعين، وتعبـّدوا لله في السلام والثناء عليهم صباحاً ومساءً، يرفع الله درجاتكم في جنان الخلد».

المصدر:-…..

مشاركة

بيانات الاتصال

اتصل بنا

97333521334+

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لـ المدينة الرقمية لكبار السن في الدول العربية© 2022