- الخدمة تعكس توجه «الشؤون» لتشجيع كبار السن على البقاء في منازلهم بدلاً من المراكز الإيوائية
- الفريق المتنقل يتكون من إخصائيين اجتماعي ونفسي وطبيب وممرض ومعالج طبيعي
- 46 ألف مواطن تجاوزوا 65 عاماً حتى مارس 2015
- الطبطبائي: الكويت رائدة عربياً في تقديم الخدمات المتنقلة للمسنين
- تقديم المزيد من الدورات التدريبية للإخصائيين النفسيين والاجتماعيين الجدد للتعامل مع المسنين
- رشيد: فكرة الرعاية المتنقلة توفر على المسن انتظار الدور في المستشفيات
تعد «الرعاية المتنقلة للمسنين» إحدى الخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في إدارة رعاية المسنين لكبار السن، حيث أحاطت الدولة المسنين، بمختلف أوجه الرعاية والخدمة والتأهيل والتدريب وكفلت لهم جميع أسباب الحياة الكريمة.وتعتبر الرعاية المتنقلة والتي تتكون من فريق اجتماعي وطبي ونفسي متكامل، يقوم بإجراء زيارات لكبار السن والحالات السريرية من المسنين في منازلهم، خطوة ايجابية ضمن سلسلة خطوات اتخذتها الوزارة للتشجيع على تواجد كبار السن وسط أسرهم، بدلا من الاعتماد على الرعاية الإيوائية.
ولتسليط الضوء على تلك الخدمة وأهدافها وشروط تقديمها، ومعرفة نسبة رضا المسنين عنها، التقت «الأنباء»، عددا من المسؤولين في إدارة رعاية المسنين، بالإضافة إلى بعض المستفيدين من الخدمة، وفيما يلي التفاصيل:
تحقيق: كريم طارقفي البداية أكد مدير إدارة رعاية المسنين بوزارة الشؤون الاجتماعية، سعد الخراز حرص الوزارة ممثلة في الإدارة وبتوجيهات من مسؤوليها على تقديم كل الخدمات المتكاملة لكبار السن، وتوفير المزيد من الرعاية والدعم لهم، موضحا ان إدارة رعاية المسنين تعمل على توفير الرعاية الوقائية والعلاجية الأولية والتوجيه الاجتماعي والنفسي وتهيئة أسرهم لرعايتهم من خلال أقسام الخدمة المتنقلة في المحافظات الست، بالإضافة إلى الرعاية الإيوائية والمتمثلة في مركز فرح الإيوائي بقسميه الرجالي والنسائي.
وأشار الخراز إلى أنه وفقا للإحصائيات الخاصة بعدد كبار السن ممن تجاوزوا 65 عاما في الكويت فإنه قد بلغ 46 ألف مواطن حتى شهر مارس 2015، وفقا لإحصائية مكتب الإنماء الاجتماعي، لافتا إلى ان الرعاية المتنقلة حتى الآن تقدم خدماتها لـ 3500 مواطن، أي ما يعادل 8% تقريبا من إجمالي عدد المسنين في الكويت، مؤكدا ان التوجه العام في وزارة الشؤون هو التشجيع على تواجد كبار السن في منازلهم، خاصة أن المجتمع الكويتي، مسلم ومتمسك بعاداته وتقاليده التي تحث على بر الوالدين ومساندة كبار السن، مبينا أن اجمالي عدد الحالات الإيوائية في الكويت والموجودة في دار الإيواء هي 30 حالة، من ضمنها 13 حالة كويتية و17 حالة أخرى متنوعة الجنسيات، لافتا إلى حرص إدارة المسنين على إحداث نقلة نوعية من حيث توفير الرعاية المتنقلة والنهارية لكبار السن، بالإضافة إلى زيادة عدد الفرق الخاصة بالخدمة المتنقلة لتصل عدد الزيارات للمسن إلى 4 أو 5 زيارات خلال الشهر الواحد.
المحافظات الست
وأوضح أن خدمة الرعاية المتنقلة التابعة للإدارة تقدم للمسنين خدماتها في الكويت من خلال 6 أقسام موزعة على المحافظات الست في الكويت، مؤكدا أن الوزارة، تسعى إلى تطوير المباني والخدمات والفرق المتنقلة التي تقدم تلك الخدمة، لافتا إلى أن ذلك التوجه جاء وفقا لتوجيهات وزيرة الشؤون الاجتماعية هند الصبيح ضمن الخطة الخمسية للإدارة من عام 2015 وحتى 2020، والتي جاء ضمن أبرز محاورها تطوير الخدمات الخاصة بالرعاية المتنقلة، لافتا الى أن أفضل المراكز الحالية من حيث المباني والتجهيزات هما مركزا مبارك الكبير والأحمدي باعتبارهما مراكز كانت تتبع في السابق لمراكز التنمية الاجتماعية وتم التنازل عنهما وتسليمهما لمراكز الخدمة المتنقلة، بالإضافة إلى وجود تجهيزات داخل القسمين تتيح إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة والخاصة بمراكز الرعاية المتنقلة، إلى جانب وجود ديوانيات خاصة لتجمع كبار السن كأحد الأنشطة النهارية المقدمة لهم، لافتا إلى أن باقي المراكز لا تقدم حتى الآن الرعاية النهارية بينما تقدم الخدمات الخاصة بالفرق المتنقلة.
الفريق المتنقل
وبين الخراز أن الوزارة تطمح وتسعى جاهدة لتوفير مراكز رعاية نهارية على مستوى عال، داخل أقسام الخدمة المتنقلة، لتكون ملتقى لكبار السن تتيح من خلالها ممارسة هوياتهم وأنشطتهم المختلفة وتبادل الأحاديث فيما بينهم، بالإضافة إلى الاستفادة من تواجدهم في الفترات النهارية لمتابعة الحالات العلاجية عبر العيادة الطبية وعيادة الأسنان والعلاج الطبيعي، مؤكدا أن الفريق المتنقل يتكون من اخصائي اجتماعي واخصائي نفسي يتبعان للإدارة، بالإضافة إلى طبيب وممرض ومعالج طبيعي، يقدمون للمسن الخدمة المتنقلة في المنزل، لافتا إلى أنه تمت زيادة عدد الفرق المتنقلة خلال الأشهر الماضية ودعمها بـ 8 فرق جديدة، ليصل العدد الكلي الذي يقدم تلك الخدمات إلى 20 فريقا، مبينا ان الإدارة لديها خطة مستقبلية تتركز مرحلتها الأولى في زيادة الفرق المتنقلة إلى 76 فريقا، حتى يكون نصيب الفرد المسجل لدى الوزارة في خدمة الرعاية المتنقلة من 4 إلى 5 زيارات في الشهر الواحد.
شروط الخدمة
وفيما يتعلق بالشروط الخاصة بفتح الملف وإجراءات الحصول على الخدمات المتنقلة للمسنين، ذكر الخراز ان فتح الملف يتم من خلال تقديم الطلب إلى القسم المختص في المحافظة التابع لها المواطن عبر أبنائه او المكلفين برعايته، مرفقة بأوراقه الثبوتية والتي تثبت بلوغه سن 65 عاما، إلى جانب التقارير الطبية الخاصة بحالته، ليتم بعد ذلك فتح الملف وإجراء الزيارة الأولى من قبل الاخصائي الاجتماعي والنفسي بهدف تقييم الحالة من حيث الوضع الاجتماعي والنفسي في المنزل، ليتم إجراء الزيارة المنزلية الثانية من قبل الطبيب والممرض والمعالج الطبيعي حتى يتثنى لهم تقييم حالته من الناحية الطبية وبدء مراحل العلاج الأولية من خلال إرشاد الأهل والتطبيب الأولي، مبينا أن الوزارة أيضا توفر في مراكز الرعاية المتنقلة توزيع الحفاضات لكبار السن، وذلك في الحالات الطبية التي تثبت حاجة المسن لها.
رواتب الأطباء
وحول الصعوبات التي تواجه الإدارة فيما يتعلق بالفريق الطبي، أكد أن الوزارة لا تدخر جهدا في إزالة جميع العقبات الخاصة بصرف رواتب الأطباء، كونهم تابعين لجهات عمل مختلفة سواء في المركز الطبي التأهيلي التابع لوزارة الشؤون أو لوزارة الصحة ويمارسون عملهم في مراكز الرعاية المتنقلة خلال الفترات المسائية، مؤكدا على أن الوزارة قامت بمخاطبة ديوان الخدمة المدنية لتعديل بعض اللوائح بما يسمح بصرف مكافأة خاصة للأطباء والممرضات والمعالجين الطبيعيين في أقسام الخدمة.
من جانبها، أشارت مراقب الخدمة المتنقلة بإدارة رعاية المسنين أماني الطبطبائي، إلى أن الخدمة المتنقلة التي تقدمها الوزارة بدأت عام 1998، عبر مقرين رئيسيين في منطقة السرة ومبارك الكبير، لتتوزع الخدمة على باقي المحافظات، مشيرة إلى أنه وبعد إنشاء الإدارة في عام 2001 تم توزيع الأقسام على مختلف المحافظات.
واعتبرت الطبطبائي، ان الكويت رائدة من حيث تقديم هذه الخدمة في الوطن العربي، لافتة إلى أن الخدمة التي توفرها المراكز المتنقلة «مجانية» لأهالي الكويت من كبار السن، كما أن الهدف منها هو توفير الحياة الكريمة والاحتياجات المختلفة للمسنين او داخل منازلهم، حيث توفر الإدارة الأطباء والممرضين واخصائيي العلاج الطبيعي لهم في بيوتهم، وهو ما يوفر لهم عناء الذهاب والانتقال إلى الطبيب او المعالج، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الاجتماعية والنفسية.
دورات تدريبية
وتابعت: وفي إطار الخطط التي تهدف الى تطوير الخدمات التي يقدمها المركز لكبار السن سيتم استحداث وإنشاء مبنيين للمحافظات، كون المباني المتواجدة حاليا مبان مؤقتة، لافتة إلى الانتهاء منها خلال 2018، موضحة أن الإدارة تعمل على تقديم المزيد من الدورات التدريبية للإخصائيين النفسيين والاجتماعيين الجدد، والتي من شأنها ان تثقل خبراتهم في التعامل مع كبار السن.
وفي السياق ذاته، أكد منسق الفرق الطبية د.عبدالسلام رشيد أن فكرة الرعاية المتنقلة ورعاية المسنين انطلقت من حاجة المسن إلى وقت كاف يجلسه مع الطبيب دون انتظار الدور في المستشفى او الذهاب الى الطبيب، لذلك رأت الإدارة أن توفر للمسن فريقا طبيا يقوم بزيارته في منزله، مشيرا إلى ان أهم ما يميز تلك الخدمة هو الوقت الكافي الذي يستغرقه الطبيب مع المسن ليتعرف أكثر على المشاكل التي يعاني منها، من ثم توجهه الى المكان الصحيح الخاص بالعلاج.
وكشف رشيد عن ان الزيارة الأولى للمريض تكون بمنزلة زيارة تقييمية في المنزل، وذلك ليتعرف على مشاكله الصحية والنفسية والبيئية المحيط به، بالإضافة إلى التعرف على أنواع الأدوية والعلاج التي يستخدمها المسن، ليقوم بعد ذلك بإجراء التقييم الأساسي والذي يتم من خلاله بداية توزيع الخدمات الخاصة به سواء من علاج طبيعي أو إعداد نفسي، موضحا أن الزيارات الأخرى التي يقوم بها الفريق لمنزل المسن تسمى بـ «زيارة المتابعة»، والتي يتم من خلالها التركيز على ما تم اعطاؤه من علاج ثم التعرف على التطورات التي حدثت معه منذ بداية الخدمة، وذلك للتأكد أيضا في حالة حدوث مستجدات في حالة الشخص مثل ذهابه للمستشفى أو تغير علاجه.
رفع الحرج
وفيما يتعلق بخدمات العلاج النفسي التي تقدمها خدمة الرعاية المتنقلة، أوضح رشيد، أن الكثير من الأهالي يجدون حرجا في توصيل ذويهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج النفسي، مشيرا الى ان الخدمة ساهمت في رفع ذلك الحرج بتوفير طبيب نفسي يقوم بزيارته في المنزل، ويقوم بإعطائهم التوجيهات وطرق التعامل مع المريض، بالإضافة إلى تقريره في حالة ان كانت الحالة تحتاج إلى زيارة لمستشفى الطب النفسي، مضيفا إلى أنه بالإضافة إلى تلك الخدمات التي تقدمها الفرق الطبية فإنها تقوم بتعليم المتكفل برعاية المسن الكثير من الاجراءات مثل كيفية حمل المسن ومساعدته في المواظبة على العلاج الطبيعي، وطريقة مداواة الجروح وكيفية طرق استخدام أجهزة قياس السكر والضغط وغيرها.
وشدد على ان الرعاية التي تقدمها الفرق الطبية تعد بمنزلة رعاية لاحقة وليست رعاية طارئة، أي ان دور الفريق هو دور مكمل لدور المستشفى من ناحية العلاج وأن الفرق غير معنية بتولي العلاج في حالة حدوث حالة طارئة، لذلك فإن عليه التوجه فورا إلى المستشفى، موضحا أن دور وزارة الشؤون من خلال تلك الخدمة يتمثل في أن تقوم بعمل مكمل لدور وزارة الصحة تجاه المسنين.
رعاية «مبارك الكبير»
وخلال زيارة «الأنباء» إلى مركز الرعاية المتنقلة في مبارك الكبير، للتعرف أكثر على الخدمات التي يقدمها المركز، أوضحت رئيسة قسم الرعاية المتنقلة للمسنين فضيلة غلوم، أن القسم يقوم بخدمة كبار السن في المناطق التابعة للمحافظة، لافتة إلى أن القسم يلبي احتياجات اكثر من 460 حالة من كبار السن في مناطق مبارك الكبير والمسايل والقصور والقرين والعدان وصباح السالم وأبو فطيرة والفنيطيس، مشيرة إلى أن الخدمة تعد مزيجا من الخدمات الاجتماعية والطبية والنفسية، مؤكدة أن دور الفريق لا يقتصر فقط على متابعة حالة لمريض الصحية، إنما يقوم فريق البحث الاجتماعي بمتابعة الحالة الاجتماعية أيضا، ومدى التزام الأهل بدورهم في مساعدة المسن.
وبينت غلوم ان قسم مبارك الكبير يقدم أيضا جلسات العلاج الطبيعي للمسنين من أصحاب الحالات السريرية غير القادرة على الحركة، بالإضافة إلى تقديم الجلسات في المركز في الحالات التي يستطيع أهل المسن إحضاره للمركز في ظل توافر العديد من الأجهزة الحديثة الخاصة بالعلاج الطبيعي، موضحة ان ما يميز كل من مركزي مبارك الكبير والأحمدي وجود ديوانيات الرعاية النهارية، بهدف شغل أوقات فراغ المسنين وكسر الروتين والملل والاختلاط بأقرانهم وتكوين صداقات جديدة.
الدعم النفسي
من ناحيتها، أشارت الممرضة في إدارة المركز الطبي خيرية سليمان إلى ان اهم ما يميز خدمة الرعاية المتنقلة هي سرعة الإجراءات المتبعة والبدء في مباشرة الحالة بعد أن تتوافر فيها الشروط المختلفة اللازمة لقبولها، مؤكدة حرص العاملين في الفرق الطبية على التعامل مع المسن بما يتفق مع طبيعته البدنية والنفسية، مشيرا إلى انه يتم التعامل مع الحالات على الفور بعد أخذ العلامات الحيوية الخاصة به من خلال الأجهزة المتكاملة المتوافرة في المركز، ليبدأ جلسات العلاج الطبيعي سواء في المركز بما يتمتع به من أجهزة متنوعة وخاصة بالحالات المختلفة أو في المنزل.
ولفتت سليمان الى حرص الفريق الطبي وتعامله مع المسنين بأساليب مرحة ومبهجة، موضحة ان المسن في تلك الفترات يحتاج إلى دعم نفسي أكثر من العلاج، لذلك فإن أعضاء الفرق حريصون كل الحرص على إدخال الفرحة ورسم البهجة في نفوس كبار السن قبل أن يقدموا لهم الدعم الطبي.
كبار السن: الخدمة وفرت علينا عناء الذهاب للمستشفيات
رصدت «الأنباء»، آراء عدد من كبار السن والمواطنين حول خدمة الرعاية المتنقلة للمسنين، حيث أكدوا أن الخدمة ساهمت بشكل كبير في حل الكثير من المشكلات، وأشادت احدى المسنات بجودة الخدمة المقدمة خاصة في ظل حاجاتها المستمرة إلى جلسات علاج طبيعي، مشيرة إلى أنها تحرص على المواظبة في حضور الجلسات الخاصة بها سواء في المنزل أو من خلال القسم التابع لها، مؤكدة أن وجود مثل تلك الخدمات وفرت على كبار السن الكثير الجهد والتعب، وعناء الذهاب الى الأطباء والمستشفيات.
من جهتها، أشارت احدى المواطنات، إلى انه وعلى الرغم من عدم وجود تحسن ملحوظ في حالتها، إلا أنا تشعر بالراحة لما تشاهده من اهتمام ومتابعة مستمرة من قبل القائمين على حالاتها، متمنية أن تحرص الجهات المعنية على التركيز على مثل تلك الخدمات التي تهيء لكبار السن ظروفا أكثر أريحية بعيدا عن ازدحام المستشفيات، بالإضافة إلى تنوع الخدمات التي تقدم بالمجان لجميع المشتركين.
الأوراق المطلوبة للتسجيل في الرعاية المتنقلة للمسنين
٭ قبول الحالات من سن 65 فما فوق.
٭ صورة البطاقة المدنية.
٭ صورة تقرير طبي للمتقدم بالطلب.
٭ تحويل طبي من جهة معتمدة.
٭ أن يكون المستفيد كويتي الجنسية.