جرائم العنف ضد المسنين بمعدلات كبيرة، حيث يصف الخبراء هذه الجرائم بأنها تسبب «العار» للمجتمع.
ويرى الخبراء أنه على الرغم من وجود موضوعات مشتركة لإساءة معاملة كبار السن عبر الدول، توجد مظاهر فريدة تعتمد على التاريخ والثقافة والقوة الاقتصادية والتصورات المجتمعية لكبار السن داخل الدول نفسها، بينما القاسم المشترك الأساسي هو استخدام القوة والسيطرة من الفرد للتأثير على رفاقه ووضع شخص أكبر سنًا، فضلًا عن أنه توجد عدة أنواع من الإساءة إلى كبار السن يُعترف بها عمومًا على أنها إساءة معاملة لكبار السن، منها اعتداء جسدي، نفسي أو عاطفي مثل إذلال شخص، والاستغلال المالي، الجنسي مثل إجبار شخص على المشاركة في أي نشاط جنسي دون موافقته، بالإضافة إلى الإهمال.
وترصد «النبأ» في السطور التالية أهم الوقائع التي شهدتها الساحة المصرية وأثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية، حيث تعرض مسن بمحافظة سوهاج للتنمر والاعتداء من قِبل 3 أشخاص، وذلك عقب ظهورهم في مقطع فيديو جرى تداوله عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يلقونه في الترعة.
وتوصلت التحريات الأولية بمديرية أمن سوهاج، إلى أن المسن الذي ظهر في الفيديو يدعى “صلاح. خ” وشهرته “عاشور” من مواليد 1960 ويقيم في أحد النجوع التابعة لقرية شندويل بدائرة مركز شرطة المراغة، وأن الأطفال دفعوه في ترعة المرة المجاورة للقرية.
وتبين أن المذكور يعاني من مرض نفسي، ويحصل على مساعدات من برنامج “تكافل وكرامة”، وكذلك والدته تحصل على معاش ويقيم معها، وأضافت التحريات أن الشباب المتهمين 3، بينهما 2 شرعا في الاعتداء على المُسن، والطفل الثالث صور مقطع الفيديو الذي جرى تداوله على الفيسبوك.
وفي 27 مايو من العام الماضي، ورد بلاغ بالعثور على جثة «ثابت.م» 70 عامًا، داخل مزرعة أغنام بناحية سيكم التابعة لدائرة مركز شرطة بلبيس، بمحافظة الشرقية، مشنوقًا وموثقًا ورأسه مُلثمة، فيما تبين أنه كان يقوم بحراسة المزرعة التي تملكها ابنته.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة أحد عمال المزرعة، يُدعى «ربيع.س.ع» 31 سنة، عامل بالمزرعة، وشقيقه «رمضان» 18 سنة، عامل بقطاع المعمار، واثنين من أصدقائهما، أحدهما يُدعى «جمعة.إ.ر»، بسبب خلافات مالية بين المتهم الأول والمجني عليه، حيث استعان المتهم بشقيقه واثنين آخرين، بينهم تاجر أغنام، وحاول سرقة أغنام من المزرعة، إلا أن المجني عليه شاهدهم وتعرف عليه، فما كان منهم إلا أن تخلصوا منه بكتم نفسه حتى فارق الحياة، قبل أن يتمكنوا من سرقة مواتير مياه المزرعة وبعض الأغنام، تم ضبطهم وإحالتهم إلى النيابة.
وفي محافظة الدقهلية كشف بلاغ لمركز شرطة شربين بتغيب عيد عبد المعطي الكناني 60 سنة عن منزله بقرية “العوضية” بعد خروجه ليلا لمقابلة بعض الأشخاص بحوزته مبلغ مالي كبير وأكد أولاده أن هاتفه مغلق بعد خروجه من المنزل بفترة بسيطة.
وكان أهالي قرية “الوسطاني” مركز كفر سعد بمحافظة دمياط عثروا على جثة متفحمة ملقاة بالأراضي الزراعية بالقرب من الطريق العام، وبالتنسيق بين مديريتي أمن الدقهلية ودمياط تبين أن مواصفات المسن المتغيب بالدقهلية تنطبق بشكل كبير على الجثة المعثور عليها بدمياط وتوجه أبناؤه للتعرف عليه وعمل تحاليل DNA للتأكد من البصمة الوراثية للجثة.
وكشفت تحاليل “DNA” عن أن الجثة للمسن المتغيب عيد عبد المعطي الكنان وأكد تقرير الطب الشرعي أن وقت الوفاة قريب من وقت غيابه عن منزله ولا يفصل بينهما سوى ساعات قليلة وأنه تم قطع كف اليد لتغيير ملامح الجثة بعد تأكيد أبناء المتوفى أن له إصبع مقطوع كان سيدل على شخصيته.
وبالفحص تبين أنّ القتيل كان بحوزته مبلغ 65 ألف جنيه أرسلهم له نجله من الكويت للاتفاق على الخشب الخاص بتجهيز شقته استعدادا للزواج وأنه قبل اختفائه بعدة ساعات توجه إلى قرية “الضهرية” التابعة لمركز شربين ودفع منها مبلغ 30 ألف جنيه مقدما للنجار وتبقى بحوزته مبلغ 35 ألف جنيه وأن المبلغ اختفى باختفائه ولم يتم العثور عليه مع الجثة.
بدوره يرى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن ذلك يرجع لاستسهال الضحيه المسنة، وضعف المسن، وعدم قدرته على الحركة، واستغلال عدم سؤال أحد عنه، واستغلال وجوده بمفرده، مؤكدًا أن شخصية الجاني سلبية، وتتسم بـ«اللامبالاة» وعدم اهتمامه بتوابع تصرفاته، ومن يتبع هذه الأساليب واستخدام العنف غير الآدمي مع كبار السن وينسون أنهم كآبائهم وأمهاتهم فهذا فعل سادي ومن يرتكبه فهو ليس له الحق في الحياة، فكما سلبت من يستحقون الحياة في ضعفهم فهو لا يستحق الحياة في قوته.
وأضاف أن السبيل إلى منع الإساءة والتدخل لوضع حد لسوء معاملة المسنين هو القدرة على التعرف على العلامات التحذيرية لحدوثها، وتختلف علامات سوء معاملة المسنين تبعًا لنوع سوء المعاملة الذي تعاني منه الضحية، وكل نوع من سوء المعاملة لديه علامات مميزة مرتبطة به.
المصدر : النبأ