اقامت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمحافظة جدة لقاءها الشهري في مقر الجمعية والذي كان بعنوان “كبار السن وحقوق الإنسان” بحضور مجموعة من أعضاء الجمعية والاكاديميين والحقوقيين والشخصيات الاجتماعية والجهات الرسمية.
وتناول اللقاء، الذي قدمه كل من الإعلامي طلال قستي عضو الجمعية ورئيس تحرير مجلة الحج والعمرة, والدكتور فؤاد بوقري أكاديمي ومستشار اقتصادي وإداري وناشط حقوقي ساهم في انشاء جمعية الاحسان لرعاية كبار السن،عدة محاور في حقوق كبار السن وعن آليات تفعيل هذه الحقوق وتثقيف المجتمع بها وعن اهتمام النظام الأساسي للحكم في المملكة بالنص على واجب الدولة في رعاية كبار السن ,وتشكيل مجلس الوزراء للجنة كبار السن برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية وتسجيل العديد من الجمعيات الخيرية لرعاية كبار السن . وتناول الحضور كثيرا من النقاط ذَات العلاقة وخاصة الرعاية الصحية في حلقة نقاش استمرت ساعتين ركزوا فيها على عدة امور من اهمها الرعاية الصحية والرياضية لكبير السن حيث يجب تطبيق القرارات التي تم الاعلان عنها في الرياض بخصوص كبار السن وطالبوا بتطبيق نظام حقوق كبار السن اسوة بالمعمول به في دولة الكويت منذ عام 1999م واشارو الى اجتماع وزراء الصحة عام 1430هـ عندما اعلنوا الاهتمام بكبار السن.
وبين طلال قستي:” ان من ابسط حقوق كبير السن هي الرعاية الصحية والترفيهية الكريمة بان يكون هناك اولوية لهم في المستشفيات وكذلك في الرعاية الصحية المنزلية فليس من المعقول ان ينتظر كبير سن دوره في انتظارالى ما يتجاوز الخمس ساعات مع ما يعانيه من امراض مزمنة وكذلك نطالب بانشاء أندية رياضية خاصة بهم .
والمسن المواطن سواء كان رجلاً أم امرأة.. هو خارج التأمين الصحي، فقليلة هي الشركات الوطنية التي توفر لهم هذه الخدمة، ولا خيار لهما الا احد أمرين إما الذهاب للمستشفيات الأهلية وفيها فحش الاستغلال بغلاء أسعار الكشفيات والخدمات، أو التوجه للمستشفيات الحكومية ..وفيها مشقة المواعيد والازدحام .. وطول فترات الانتظار إضافة إلى غياب الاهتمام الصادق بأولوية الرعاية والحدب لكبار السن.
لذلك فإني هنا أطالب بضرورة مراعاة حقوق كبار السن فلا يكفي توفير الضمان الاجتماعي أو تأمين دور للمسنين والعجزة ..بل لابد من وضع استراتيجية وطنية شاملة لحقوق كبار السن ..بحيث تكون ضامنة وملزمة، وبعدة محاور تحقق عناية وتنمية مستدامة ورعاية للمسنين .. واحددها فيما يلي:
أولاً: الرعاية الصحية الإلزامية بما فيها الضمان الصحي .. والرعاية المنزلية وأفضلية الحصول على الخدمة.
ثانياً: التوقير الاجتماعي – والترفيه عنهم بإيجاد أندية خاصة بهم رياضياً واجتماعياً.
ثالثاً: أولوية مباشرة خدمتهم في كل المواقع التي يحتاجون خدماتها.
رابعاً: العناية المجتمعية بالتوعية المستمرة لدورهم في حياة المجتمع.
من خلال هذه المحاور وغيرها سوف نضمن التزاماً بحفظ حقوقهم، فلم تعد تكفي كلمة: تكفى يا ولدي ساعدني أنا في سن أبيك .. أو غيرها من عبارات الاستعطاف للحصول على الرعاية أو الخدمة ..بل يجب أن تسن القوانين التي تكفل ضمن حقهم في الرعاية والخدمة في كل موقع يقصده أو يحتاج المسن الوصول إليه”.
وذكر الدكتور “عمر حافظ “المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة والذي ادار الحوار أن رعاية كبار السن في أي مجتمع هي من مظاهر الوفاء والتكريم ومع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة .وأوضح الدكتور “عمر” أنه اصبح لزاما على الجهات الحقوقية التذكير والتوعية بأهمية استمرار رعاية كبار السن فهُم سبب وجود الجيل الحالي والاعتراف بالجميل لهم ورعايتهم والوفاء لهم من اهم صفات المجتمع المتحضر.
وقد تحدث الدكتور حافظ عن حث الدين والقرآن الكريم على هذا المعنى العظيم وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل البر بكبار السن قرينا لطاعته مستدلا بآية من القرآن الكريم في قوله تعالى (وبالوالدين إحسانا) .ووضح أنه من أجل هذه الحيثيات دعت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ثلة من أعضائها والمهتمين من المواطنين والجهات الرسمية والجمعيات لمناقشة هذه المعاني العظيمة.
وأفاد الدكتور ” عمر” أن اللقاء ختم بعدة توصيات منها الدعوة لإنشاء المزيد من الجمعيات الخيرية وتفعيل دور لجنة كبار السن بوزارة الشؤون ,ودعوة وزارة الصحة لإنشاء مكاتب رعاية خاصة بهم في المستشفيات الحكومية وذلك بعد أن لوحظت معاناتهم عند المراجعة لها، كما أوصى المجتمعون بضرورة المتابعة وعقد اجتماعات ترقب ما يحدث من تطور في رعاية كبار السن في المجتمع .
وقال الاستاذ معتوق الشريف عضو الجمعية ان هناك استراتيجية دولية وضعت عام 1999م لكبار السن التي طالب فيها كبار السن المجتمع تفعيل استشعار حقوق كبار السن وان المملكة بادرت بانشاء الجمعية الوطنية للمتقاعدين عام 1426هـ بمرسوم ملكي لتتولى الاهتمام بالمتقاعدين والاهتمام بحقوقهم وقال ان الاهتمام بكبار السن يحفظ لهم حقوقهم والاستقلال المالي . ومن ضمن الاهتمام بهم ما تقوم به وزارة الداخليه من تعاقد مع متقاعديها ليعودو الى العمل مرة ثانية 0
واضاف الشريف ان من اهم الواجبات في الرعاية الصحية للمسن المريض العلاج في المنزل وصرف ممرضات وكراسي لهم وهذا من ابسط حقوقهم كما انه يجب ان يكون هناك تنظيم واضح يشمل آلية كل ما يتعلق بحقوق المتقاعدين.
هذا وقد طالب المشاركون بانشاء جمعيات لكبار السن وحصر المبادرات لهم وطالبوا هيئة حقوق الانسان الرفع باستراتيجية وطنية لكبار السن واشاروا الى بعض التجارب في بعض الدول الغربية والعربية ومن ضمن تلك التجارب (الاربطة) مثل الموجودة في جدة.
كما طالبوا بتفعيل قيمة احتضان كبار السن في الجامعات والمدارس ونشر ثقافتها وخدمتهم من الناحية الاسلامية0
وحضر الاجتماع حسن بصفر مدير حقوق المرضى بمستشفى الملك فهد ، وسعيد الغامدي من محكمة الاحوال الشخصية والعقيد طلال الصيدلاني واسماعيل سجيني عضو الجمعية وماجد الفيصل عضو التدريس في كلية القانون بجامعة الملك عبدالعزيز والدكتور واصف أحمد كابلي.
يٌذكر أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تحرص على إقامة لقاءات دورية بحضور عدد من الجهات الرسمية والمواطنين والناشطين الاجتماعيين بهدف تكثيف التوعية وتفعيل قوانين حقوق الإنسان في المجتمع.