يستطيع الآن ٤٤ مليون مريض بألزهايمر حول العالم أن يشعروا بالأمل، بعد أن توصل علماء بريطانيون لعلاج جديد يواجه المرض الذى يحول حياة الإنسان لفوضى عارمة، عن طريق ابتكار آليات لزراعة مخ بشرى بديل، يعتمد على تنمية خلايا جذعية مستنبطة من جلود البشر، وتوصيلها بالخلايا العصبية للمخ الأصلى، بعد تركيبها داخل الجمجمة، الأمر الذى يؤدى لنمو أنسجة الدماغ بشكل تلقائى، وتكوين خلايا جديدة تحافظ على الذاكرة وتحميها من التلف.
وحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، توصل العلماء إلى زراعة ما يشبه «المخ البشرى البسيط» داخل أحد المختبرات الطبية، من خلال خلايا الجلد الوراثية، ثم استنباط خلايا جذعية وزراعتها فى الخلايا العصبية للمخ، ما يسهم فى مواجهة مرضى الخرف وألزهايمر.
وأضافت الصحيفة أن الخلايا الجذعية تسمح بنمو خلايا جديدة فى المخ، وتكون بديلا عن الأجزاء التى تَلِفَت مع الزمن ومرور السن، وسببت مرض فقدان الذاكرة.
وأشارت إلى أن العقول البشرية المصغرة المصنوعة من جلد البشر تسهم فى وقف الأضرار الناجمة عن مرض ألزهايمر، كما أن الخلايا الصغيرة التى تزرع فى مختبر من قبل بعض العلماء يمكن استخدامها فى إحداث عملية نمو موسعة داخل أنسجة المخ، وتكوين خلايا مبتكرة، موضحة أن العملية تشمل تحويل خلايا الجلد العادية لخلايا جذعية وطباعتها، حتى تشبه هيكل الدماغ البشرى، وفى حال نجاح العملية لن تكون هذه الخلايا قادرة على وقف أمراض فقدان الذاكرة، ولكنها ستعمل على الحد من التدهور الناتج عن هذا المرض.
ولفتت الصحيفة إلى أن الباحثين فى جامعة «أستون برمنجهام» البريطانية، استخدموا هياكل بشرية تم إنشاؤها وتطويرها، حتى أصبحت ملائمة لاختبارات علاج الخرف وتطويره، مضيفة: «العقول الصغيرة أنشئت عن طريق تغيير الخلايا الجلدية الوراثية، حتى تصبح خلايا جذعية قادرة على التهيؤ مع أى نوع من خلايا المخ التالفة أيًا كان نوعها».
وتابعت: «هذه الخلايا خصصت من أجل زراعتها فى خلايا المخ العصبية فقط، حتى تعوض الأجزاء التالفة فى الدماغ التى تسبب الخرف، فيما ساعدت هذه الخلايا العلماء، على التوصل إلى كيفية بداية الخرف وتلف خلايا المخ وانتشارها».
وأكدت الصحيفة أن الخلايا المستحدثة قد تسمح للعلماء فى نهاية المطاف باستبدال أجزاء الدماغ التالفة فى الذاكرة بالكامل، وإحلالها بدلا عنها، ومن ثم إعادة الذاكرة لوضعها الطبيعى.
وقال البروفيسور إديك رافالوف، أحد العلماء المشاركين فى التجربة، إن هذا النوع من التجارب يقترب من الخيال العلمى، موضحًا: «نحاول مساعدة الخلايا العصبية فى المخ على التواصل والنمو مرة جديدة، وبالتالى زراعتها فى الأجزاء التى تضررت فى مخ الإنسان وإحلالها مكان التالف، والتى تسبب عددًا من أمراض التقدم فى العمر وعلى رأسها الخرف».
وأضاف: «هذه العملية ستساعد على عودة كبار السن للحياة الطبيعية، كما كانوا من قبل، فهذا المشروع قد يطيل أعمار مئات الآلاف من الأرواح البشرية حول العالم التى تنتهى إكلينيكيًا بسبب ألزهايمر والخرف وأمراض التقدم فى العمر».
وأشارت الصحيفة إلى أن مرض ألزهايمر يعتبر النوع الأكثر شيوعًا من أمراض التقدم فى العمر، والذى ينتج عنه الخرف، كما يعد أكبر مرض عصبى تدريجى يؤثر على وظائف المخ المتعددة، بما فى ذلك فقدان الذاكرة، كما أنه لم يعرف السبب الدقيق حتى الآن للمرض.
وقال الدكتور إيريك هيل، مدير برنامج الخلايا الجذعية، إن هذا العمل مثير بشكل لا يصدق، وإن فريق العمل يحاول تطوير خلايا تعمل مثل أنسجة المخ الحقيقية.
وتابع: «نواجه بعض التحديات الحقيقية، تتمثل فى صعوبة خلق أنسجة المخ البشرى، والتعرف على السبب الدقيق لبداية مرض ألزهايمر، الذى يصيب فى الغالب كبار السن، لذلك نحن بحاجة لوسيلة تسريع لنمو الخلايا لتصيبها الشيخوخة حتى يمكن فهم بداية المرض».
وأكدت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التى تستخدم فيها الخلايا الجذعية لزراعة أنسجة المخ الاصطناعى، إذ زرع الباحثون فى جامعة «ستانفورد» دائرتين فى الجزء الأمامى من الدماغ من خلال استخدام الخلايا الجلدية فقط دون تحويلها لخلايا جذعية، خلال أبريل الماضى.
المصدر : الدستور