كيف قضيت عمري في التطوع وخدمة ذوي الإعاقة والمسنين وأهم المبادرات الواجبه على الشباب فى هذه الخدمات
تدرّج الأستاذ يوسف المفتاح المدير العام للمؤسّسة القطرية لرعاية المسنين “إحسان” سابقًا، في العديد من المواقع لخدمة ذوي الإعاقة، وشارك في تأسيس العديد من الحركات الكشفية، منها أشبال الهلال الأحمر القطري، فضلًا عن تنفيذ العديد من البرامج الإغاثية، كما كان ضمن بعثة الحج القطرية.
تولى مناصب قيادية بالمدارس في مختلف مراحلها، وسخّر جهده للعمل التطوعي في عدّة مجالات، دون أن يتخلّى عن حسّه الإعلاميّ كواحد من أوائل الخريجين في قسم الصحافة جامعة قطر، فكان شغوفًا بالتصوير وتغطية الأخبار، وشارك في الأسابيع الثقافية محليًا وإقليميًا ما أكسبه خبرات عملية وثقافية.. وما زال لديه الكثير من العطاء من خلال عمله مستشارًا في المؤسسة القطرية لرعاية المسنين “إحسان”.
وينصح يوسف المفتاح الشباب بالانخراط في المجال التطوعي والمشاركة في فعّاليات المراكز الشبابية والجمعيات الأهلية للمساهمة في خدمة الوطن واكتساب الخبرات وصقل شخصية الأفراد.
يقول الأستاذ يوسف المفتاح لـ “وقفة وفاء” نتمنّى من الجيل الحالي والقادم تفريغ طاقاتهم في العمل التطوعي لخدمة المجتمع وأن يعكسوا الصورة الصحيحة والحقيقية للشباب القطري.
ويسترجع المفتاح شريط الذكريات قائلاً: قضيت حياتي في العمل التطوعي وخدمة ذوي الإعاقة والمسنين، وتشجيع الشباب للانخراط في توجيه طاقاتهم في عمل مثمر يخدم المجتمع، فضلاً عن المساهمة في خدمة العملية التعليمية من خلال تدرّجي في المناصب التعليمية.
وأضاف: أنهيت المرحلة الابتدائية في مدرسة صلاح الدين الإيوبي التي كانت بجانب السكن في الأصمخ، بعد ذلك انتقلت إلى مدرسة قطر الإعدادية على دوّار الجيدة، وفيما بعد المرحلة الثانوية في مدرسة الدوحة الثانوية بالقرب من فندق الخليج سابقًا فندق الماريوت حاليًا، وخلال هذه الفترة انتسبت إلى الهلال الأحمر القطري كعمل تطوعي 1979وكانت مرحلة انتقالية اذ التحقت بالفريق الكشفي الخاص بالهلال الأحمر؛ لأنه في ذلك الوقت كان الهلال يرغب في إنشاء حديقة خاصة لذوي الإعاقة في فريج بن محمود يشمل المعاقين والحالات النفسية.
وأضاف: الفريق الكشفي كان يستعدّ آنذاك للذهاب إلى الحجّ بالإضافة إلى إنشاء الحديقة الخاصة للمعاقين، وبعد العودة من الحجّ انتسبنا رسميًا للهلال الأحمر القطري كممارسين في الخدمة العامة واستمررنا بالعمل التطوعي أثناء الدراسة وتدرّجت من عضو لجنة الشبيبة بالهلال فيما بعد وتعدّى المسمى إلى رئيس قسم الشباب والإغاثة من خلال عملي الدؤوب، وكانت الأعمال كثيرة، ففي البداية عملت بجمع التبرعات لصالح شعب أفغانستان سنة 1982، وكذلك لصالح الانتفاضة الفلسطينية.
فريق الأشبال
وقال المفتاح: في هذه الفترة، كوّنا فريقًا تطوعيًا لأشبال وشباب الهلال الأحمر المدرسي، وشكلنا مجموعة الهلال المدرسي، كما أنشأنا جماعة للهلال الأحمر القطري في جميع المراحل التعليمية، وكانت محطتنا في شقة في شارع الخليج مقابل جريدة الراية، وكانت الجريدة يترأس مجلس إدارتها الشيخ علي بن جبر آل ثاني، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، رحمه الله، وتوسع العمل الإغاثي ليشمل المساهمة في تقديم المساعدات العاجلة للمنكوبين من زلزال اليمن وإغاثة الصومال في عام 1992، وذهبنا كفريق في هذه الرحلة للتعرف على نوعية الخدمات التي تحتاجها الصومال خلال الحرب الأهلية، وذلك مع الأمين العام للهلال.
وأكّد أن العمل في مجال التطوع له دور كبير في صقل شخصية الإنسان وإكساب الشباب الخبرات الحيوية في كافة المجالات.
وقال: بلغت المرحلة الجامعية ودرست تخصص الصحافة في جامعة قطر، وكنت نشطًا واشتغلت أثناء الدراسة، كما ساهمت في إعداد مجلة الجامعة وشاركت في أكثر من أسبوع ثقافي على مستوى قطر والخليج، ورافقت وفدًا من طلاب الجامعة للمشاركة في أسبوع ثقافي في تونس لأنني كنت شغوفًا بالتصوير بالإضافة إلى التغطية الصحفية.
مجال التدريس
وأضاف: بعد مرور سنوات من الدراسة والجدّ تخرجت من الجامعة في العام 1987، وشاركت في العديد من المعسكرات وكنت أحمل الشارة الخشبية للحركة الكشفية في هذه الأثناء وشاركت في معسكرات أخرى من أبرزها بعثة الحج القطرية، وكانت مهمتي مع الفريق الكشافة إعداد مقرّ خاصّ بالبعثة في منى وتصوير المكان وتجهيزه لاستقبال أفراد البعثة والمخطط كان يتناول جميع الحجج القادمين من قطر، قطريين ومقيمين.
ويقول: من الوقفات التي لاتنسى في سنة 1980، تم تجهيز المكان لاستقبال الحجاج إلا أنه تمّ فتح الحابس الخاصة بتغذية منطقة منى بالمياه وبدأت الأنابيب في تسريب المياه، ما أدى إلى وقوع الخيم فاضطررنا لإعادة نصب الخيام، واستمرت على هذا الحال وتسلمت لجان المتابعة لبعثة الحج من خلال متابعة المقاولين ومتابعة شؤون الحجاج، خاصة سنة 1997 عندما حصل الحريق في 8 ذوي الحجة مع وصول الحجاج وبدأنا عملية إخلاء المكان بأقصى سرعة لتفادي الإصابات.
وأوضح أنه بعد تخرجه من جامعة قطر، عمل في مجال التدريس مع ذوي الإعاقة بحكم نشاطه الاجتماعي آنذاك وأنه في فترة عمله بالهلال الأحمر تم إنشاء نادي الهلال، وكان راغبًا في العمل في نفس مجال المعاقين وساهم في تأسيس النادي الذي أصبح حاليًا الاتحاد الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار إلى أن العمل أعطاه نوعًا من الانفتاح والتعاون، مشيرًا إلى أن الإنسان الناجح هو الذي ينجح في تحقيق أهدافه والإبداع فيها، معتبرًا أن الأنشطة السابقة التي قام بها أثناء المراحل التعليمية نمّت بداخله حبّ خدمة المجتمع.
مؤسسة إحسان
وأكّد أنه في العام 1990 – 1997عمل في مدرسة التربية السمعية الخاصة بالصمّ كمشرف أنشطة وانتقل إلى المرحلة الإعدادية، وتمّ ترقيته إلى وكيلاً لمدرسة طارق بن زياد الإعدادية، حيث عمل سنتين ثم تمّ ترشيحه إلى نائب مدير مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية، واشتغل بها حتى العام 2005.
وقال: عملت سنة واحدة في مدرسة قطر التقنية كوكيل مدرسة، ومن هناك انتقل كمدير عام للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين، واستمر في العمل فيها من عام 2005 إلى عام 2012، وحاليًا يعمل مستشارًا في مؤسسة إحسان، مشيرًا إلى أن المؤسسة تأسست في العام 2003، وبدأت العمل الفعلي في عام 2005، وقد ساهمت في إعداد المكان وإنشاء المبنى وتمّ الافتتاح الرسمي للمؤسسة في عام 2007، بمنطقة المطار القديم المقر الرئيس للمؤسسة، كما شاركت في إعداد الكوادر والبرامج والأنشطة لكبار السن، والآن تشهد المؤسسة القطرية لرعاية كبار السن تقديم أفضل الخدمات والرعاية لكبار السن سواء على المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي والثقافي والعلاج الطبيعي.
بداية العمل التطوعي
وتحدث يوسف المفتاح عن حياته الشخصية على مستوى الأسرة، موضحًا أنه تزوج في العام 1988 بعد تخرجه من الجامعة ورزق بأربعة أولاد، الكبير منهم يعمل الآن في شرطة لخويا وفي نفس الوقت يدرس بجامعة قطر، وابنة تعمل في مصرف قطر الإسلامي، وشقيقتها تدرس حاليًا بالجامعة في كلية الإدارة والاقتصاد، والصغير في المرحلة الإعدادية، مبينًا أن جميع أبنائه اختاروا تخصصاتهم وفقًا لميولهم ورغباتهم.
وفي كلمة أخيرة، يقول يوسف المفتاح: أشجع أكبر مجموعة من الشباب للانتساب إلى العمل التطوعي لخدمة المجتمع، وبالتالي إكسابهم خبرات ميدانية في مجال الخدمة الاجتماعية.
وأكّد أنه يعتزّ بمساهتمه في إنشاء مركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين وحاليًا هو عضو مجلس الإدارة، وأمانة الصندوق، ويعمل به منذ إنشائه في سنة 2004 إلى 2014، مشيرًا إلى أن عمله في المركز كله نتيجة لخبرات تراكمية سابقة من الهلال الأحمر القطري وفريق الكشافة الذي كان له بصمة أساسية في عمله على مستوى خدمة المجتمع والدولة، ما عزز لديه انتسابه لمجموعة من المراكز الشبابية كعضو مجلس الإدارة في مركز قطر للعمل التطوعي، وعضو مجلس الإدارة في جمعية بيوت الشباب القطري.
نصائح للشباب
وقال: أنصح الشباب بالانخراط في المجال التطوعي والمراكز الشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة وإلى الجمعيات الأهلية التي يمكن أن تساهم في خدمة البلد، وبالتالي تصقل شخصية الأفراد، وأتمنى من الجيل الحالي، والقادم أن يفرغوا طاقاتهم في العمل التطوعي لخدمة المجتمع، كما نأمل من الشباب أن يعكسوا الصورة الصحيحة التي تمثل الشباب القطري.
المصدر جريدة الراية